أذهلني رد السبسي ,خلال الندوة الصحفية التي عقدها مع المستشارة ميركل بخصوص ,الاتفاقيات التي أبرمت والمتعلقة ,بوضعية فئة معينة من مهاجرينا بألمانيا ,إذ قال عنها ....."باهية" !!!!
لا أعرف ماذا كان يقصد بهاته العبارة "باهية" ,لكن لاحظوا معي,تلك اللغة الدبلوماسية , الانيقة ,الراقية ,والشفافة ....ولنمر .
بداية ,ليس للسلطة التنفيذية الحق بعقد إتفاقيات دولية ,بدون المرور أمام البرلمان .
ثانيا ,لا أجد أن إتفاقيات ,تسمح بطرد المئات والمئات من التوانسة ,حتى وإن كانوا في "الاكحل " ,بتلك الطريقة المهينة ,إتفاقيات "باهية".
ثالثا ,أعتقد أن هاته الاتفاقيات ,ستسيء الى صورة بلادنا بالخارج ,وخاصة بأوروبا ,وما هي إلا إعلان إنطلاق موسم الصيد ,والطريدة …سيكون المواطن التونسي بصفة عامة .
رابعا ,زيارة ميركل ,كانت في إطار تحسين شعبيتها المتراجعة ,وصورة حزبها "الديمقراطية المسيحية " الذي يعرف تراجعا في نسب نوايا التصويت , وإظهارها بمظهر المتشددة والحازمة ,لدى الرأي العام الالماني,بخصوص ملف الهجرة,فكانت بعكس ما يعتقد ,في حالة ضعف وليس بقوة,كان على بلادنا إستغلالها ’لتحسين ظروف التفاوض ,بدل الانبطاح المهين ,لكن للأسف, المسؤولين عن دبلوماسيتنا ,في الجهل يسبحون.
رابعا , مسألة المهاجرين السريين مسألة مغاربية ,ولمن يعرف ألمانيا ,يعرف جيدا أ ن نسبة المهاجرين السريين ,من الجزائر والمغرب,تفوق بكثير نسبة التوانسة الذين يوجدون في نفس الوضعية,كما أن افرادا منعزلين من تلك الجنسيتين ,تورطوا في قضايا إرهاب .
خامسا ,الذي أعرف أن المانيا مارست ضغوطات على الجزائر والرباط ,للقبول بإملاءاتها,لكن كلا العاصمتين رفضاها ,وأكدتا أن مسألة الهجرة السرية ,تطرح في إطار ,الاتفاقيات الدولية المنظمة للهجرات ,وفي إطار إحترام القانون الدولي الانساني …بالله عليكم هل تتصوروا لبرهة واحدة ,ملك المغرب ,أو الرئيس الجزائري يقبلان "إستدعاؤهما" ,الى برلين ,أو روما ,والقبول بهكذا مهانة.؟؟؟……..
لديهم أنفة …لديهم نيف ….وبدون النيف …لا وجود للوهرة .. لذا كانت بلادنا ,الحلقة الاضعف بالنسبة للألمان والطليان ,لان هذا النظام ,نظام هش ,وبعكس ما يدعي ,ليست له ,وهرة لأنه لا يملك ,لا أنفة …ولا نيف !!!