هي بالتأكيد اكثر من هزيمة، هي نكبة بأتم معنى الكلمة، فان يستعمل سعيد كل مؤسسات الدولة ويدعو الى مسيرة انطلاقا من وزارة الداخلية ويعلن تحالفه مع سلسلة من الجمعيات والمنظمات ويفسح لها المجال ويشجعها على الخروج ويضع الشعار الأبرز للمسيرة التي دعا لها "حل المجلس الاعلى للقضاء" ثم وفي الأخير يستجيب بعض العشرات في مسيرة باهتة مشوشة كانت فيها صور أحد النشطاء أكثر من صور سعيد نفسه، أن يحدث ذلك فهذا يعني ان سعيد اصيب بنكبة وليس غيرها، وكيف لا تكون نكبة وهو الذي انتكس في السلاح الوحيد الذي يراهن عليه، سلاح الشرائح الغاضبة التي انحازت اليه طمعا في جنة الدنيا وانتقاما من الذي لم يوفروا جنة الدنيا.
هل انتهى سعيد بعد نكسة 6 فيفري؟
لا ليس بعد.. قلنا منذ مدة يجب على أبناء الثورة وخزان النضال ان يتوقفوا عن بيع الأوهام، فمن غير النهضة وبعض رموز ائتلاف الكرامة وثلاثي قلب تونس "سميرة، عياض، أسامة""ورموز أخرى وطنية مستقلة، ليس هناك قوى سياسية أو اجتماعية أو غيرها قادرة على اسقاط سعيد أو لديها الاستعداد للعمل على اسقاطه، كلها قوى مفحجة مخاتلة، ثعالب تطوف تترقب الخبزة الباردة.
قلنا بان سقوط سعيد سياتي لكن من خلال نفس الشرائح التي رفعته، واليوم 6 فيفري دخلت تلك الشرائح النشطة في مرحلة خمول، مازالت تسند سعيد لكنها فقدت الدوافع كما فقدت الأمل فقط مازالت تشدها الخيبة من المرحلة السابقة والكراهية الموضوعية في جانب والمفتعلة في جانبها الاكبر لكل من جاء بعد الثورة.
تلك الشريحة في غالبها لن تترك سعيد الان وفورا، إلاّ إذا لاح البريق الجديد، شخصية يتم تهجينها لتحل محل الشخصية القيسية المتآكلة التي قالت انها ستاتي بالجنة فجلبت قطعة من جهنم.
بعد 6 فيفير سيكون شعار المرحلة بالنسبة لانصار سعيد " فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون"، ثم وبعد تلك المرحلة، مرحلة أخرى أخيرة سيكون شعارهم " هذا فراق بيني وبينك".