يخرج الشعب الجزائري بشكل غير مسبوق منذ 22 فيفري إلى الشوارع، تجاوز 42 جمعة ويستعد لتنفيذ الجمعة 43، عبَرت مسيراته كل الفصول، بربيعها وصيفها وشتائها وخريفها، تعرض الى الشمس والمطر الى البرد والحر، وصلت جموعه في أحد المسيرات الى 20 مليون، رغم ذلك فشل أو رفض إيقاف أشغال برلمانه الصوري الذي خلفته منظومة شقيق رئيس الجمهورية السابق، رغم كل ذلك الزخم الرهيب المتواصل وكل تلك الشعارات القوية المزلزلة، رغم سقوط الرئيس وشقيق الرئيس ومنظومة الرئيس، ما زال برلمان البريكولاج يحافظ على سير أشغاله بنسق عادي!
فقط في تونس تخرج علينا زلمية متورطة في جريمة الإشادة بالدكتاتورية، متورطة في جريمة ثلب الثورة وشهداء الثورة، متورطة في التحريض على الاحتراب وزرع الفتنة والدعوة الى إسقاط تجربة الانتقال الديمقراطي، متورطة في رفض الدستور والتمعش من نفس الدستور الذي رفضته، متورطة في الإشادة بجلاد الشعب، متورطة في التآمر مع جهات نفطية تقود الثورة المضادة في المنطقة.. متورطة في كل شيء رديء ومع كل الرداءة، رغم ذلك تخرج علينا محاطة ببعض العناصر المحسوبة على الجنس الثالث، ثم تمنع أشغال البرلمان وتعطل لجانه وتقتحم قاعاته الخاصة وتحتل بهو القصر السيادي التشريعي وتعلن العصيان!!!
أي ثورة هذه التي تعطل أشغال مجلسها بومة نوفمبرية كان يتأذى من تغريدها حتى دكتاتور 7 نوفمبر؟! كيف لم يقتحم أي من الــ20 مليون جزائري برلمانهم الصوري، بينما اقتحمت سحلية برلماننا الثوري، ثم عطلت أشغاله ثم باتت فيه مع ثلة من الجنس الثالث مع انقطاع الكهرباء وبلا أي ضمانات....