هاجم حافظ قائد السبسي رئيس الحكومة يوسف الشاهد واتهمه باستعمال مقدرات الدولة للإساءة إليه "وقت الي جانا من الحزب الجمهوري هو ومجموعة من الأشخاص كيفاش كان يتلبد في الكلوارات حتى يصبح اليوم يكلف في فرق امنية باش تخدم علينا احنا.. ما نيش عارف هل الانتخابات باش تجرى، ما نيش عارف حتى شيء".
من حق حافظ قائد السبسي أن يفزع لشبهة استعمال الدولة، نقصد الاستعمال الانتقائي لمؤسسات الدولة داخلية كانت او ديوانة، من حقنا كذلك أن نفزع من اجل حرمة القانون ومن اجل عدم الاستعمال الموجه لأدوات الدولة ضد المواطن حافظ قائد السبسي، وحتى لا يتوسع ذلك الاستعمال الى ما بعد حافظ بكثير، لكن قبل ذلك علينا أن نذكّر حافظ بأن التهم التي يوجهها الى الشاهد تبقى ظنية وإن كانت مدعومة بشواهد تحملها الى مستوى الوقائع، وأن الشاهد في ذروة تجاوزاته استعمال أجهزة الدولة ضد خصمه اللدود، ولا شك هذا السلوك ترفضه نواميس القبيلة قبل نواميس دولة القانون والمؤسسات،
أما السيد حافظ فقد استعمل أعلى مؤسسة في الدولة بأشكال مهينة، وتآمر مع القروي ونسّق مع جهات لا دخل لها بقصر قرطاج من أجل منع الرئيس المريض من توقيع قانون الانتخاب، على حافظ حين يشتكي يوسف الشاهد الى الرأي العام ، عليه أن لا ينسى أنه استحوذ على الطابع! سرقه! احتجزه! قرصنه.. عليه أن لا ينسى أن تونس مرت بأخطر ثلاثة أشهر في مسيرة ما بعد الثورة بسببه هو وليس غيره،
لن ننسى انه وخلال "ماي - جوان- جويلية" فقدت مؤسسة الرئاسة شرعيتها الانتخابية، وتنحى الرئيس المريض بعيدا يغالب مرضه، وسقطت دواليب الحكم برمزيتها في يد حافظ قائد بوتفليقة، او السعيد قائد السبسي، لقد ترفقت العناية الإلهية بتونس في مناسبتين، الاولى لما كانت صلاحيات الرئيس محدودة والثانية لما اقتصرت المرحلة التي تولى فيها حافظ قائد السبسي مقاليد الحكم على ثلاث أشهر بخلاف السعيد بوتفليقة الذي حكم الجزائر بنفس طريقة حافظ طوال 6 سنوات، والا كنا عانينا من حداد التونسي وربراب التونسي وطحكوت التونسي وكونيناف التونسي.
ما يفزعنا ليس التطاحن بين شخصيات لا علاقة لها بالنضال من اجل الدولة الديمقراطية وكانت الى وقت قريب من اوتاد دولة القمع، ما يفزعنا حقا هي الحلبة التي يدور فوقها الصراع، ما يفزعنا أن كل العملية تدور في بهو الدولة التونسية، يدوسون سماطها، يعربدون فيكسرون ابوابها ويتقاذفون بأوانيها،
معاركهم تعنينا لأنهم يتصارعون كالثيران في مطبخ الدولة وبيت جلوسها وشرفتها.. ثم إنهم وحين اشتد بهم الصراع دخلوا الى بين نومها يتراشقون بجهازها وحليّها.. اننا نخشى ان ينشروا ملابس الدولة الداخلية للعلن، فيشمت بنا صعاليك النفط الذين طالما راودوا تونس فتمنعت لدواعي الشرف ثم لدواعي الاحتقار لهذه الجواميس البشرية النادرة.