منذ انطلاق المعركة مع وباء كورونا إلى حدود صبيحة العاشر من ماي 2020 لم نجد من يشكّك في نجاح المكّي ولا من طعن في الطريقة التي أدار بها الصراع مع كوفيد 19 ولا حتى غمز النّجاح وخفّف من بريقه، ذلك أنّ المجهود الذي قدّمه وزير الصحّة يجعل الكلّ يقف إجلالا له، فالرجل ربط الليل بالنّهار وبالكاد اقتطع لجسده وروحه سويعات قليلة فرضتها الحاجة البيولوجيّة القاهرة فرضًا، رجل وحال انقضاء ماراتون الأسبوع الثّاني من المعركة ظهرت عليه علامات الإرهاق ورأينا النّوم يداهمه ويلحّ عليه في المناسبات العامّة بل يشاغبه حتى وهو أمام المصدح.
حتى صبيحة العاشر من ماي كان الإجماع، لكن وفي نفس اليوم جاء الصوت النّشاز الذي خرق الإجماع، فمن أين جاء هذا الصوت الذي غرّد خارج السرب، هل من زلمي يحنّ إلى عهد بن علي حنين الأمّ لابنها، أم من الأحزاب التجمعيّة التي ترغب في تجريع تونس النّدم على ثورة رحلت بسلطانهم، أم من أبواق الثّورة المضادّة أم من لطفي الزنتان أم من بوغلاب الأساطير أم من دحلان أم من حفتر أم من السيسي أم من أرييه درعي أم من بيني غانتس أم موشي يعلون....
كلّ هؤلاء لا دخل لهم بالغمز في إنجازات المكّي، وحده السيّد زهير المغزاوي زعيم حركة الشّعب والشريك في الحكومة التي حقق لها ومعها المكّي إنجازه، وحده وضع في نجاح وزير الصحّة نعم أم لا!!! فرد عليه المكّي مع شقّان الفطر"ما أروع النجاح وما أشرفه بالتعويل على العلماء والإيمان بدورهم فهذا منهج إدارة وقيادة حكيم."
قال أحدهم أنتم تدفعون بحركة الشّعب إلى المجهول وبجلدها والإغلاظ إلى رموزها تعينون الشيطان عليها، فأحسنوا إليها القول لعلّ وعسى! فليس لها من مثلبة بائنة إلّا سفّاح الشّام! قلنا وحفتر؟ قال وحفتر! قلنا والسيسي؟ قال والسيسي وكفى! قلنا والبيانات العسكريّة والدبّابات والانقلابات والنكوص عند تطاير صحف الصناديق.. قال صاحبنا ومع كلّ ذلك عسى ولعلّ.. فردّدنا خلفه على شرط إيمان العجائز! عسى ولعلّ.......