هذه الحرة جوعانة او عطشانة، ارملة ام تراها من فصيلة قدماء العوانس، أمّ الولد ام العاقر لما تضناش، مريضة.. دم.. سكر.. كلاوي.. غدد.. كبد..كمد.. ليست تلك إلا تفاصيل لا تهم الايدز النسونجي، ما يهم هو انها تحمل فوق جمجمتها ما يؤشر الى أشياء مريبة، تبدو هذه الذات الأنثى في مخالفة صريحة لمنشور 108، تبدو عليها علامات الرجعية، تلك هي الانطباعات الاولى للوباء النسونجي المستكوزي في احد أحياء العاصمة الثرية التي يفوح منها عبق الزطلة!! زطلة السائق! أما المدام فلها الهيروين المنقّى والوسكي المقطر والجنس الاصطناعي الفج.
وحده الساذج يلوم الطاعون النسونجي على امل إخراجه من غياهب نضال الاجهزة التناسلية الى نضال النسل الانساني ، انما اللوم كل اللوم على اولاد وبنات الدوار، الذين ارسلناهم ذات عقود من احراش سليانة وتخوم جندوبة واحزمة القصرين وحطام بوزيد وعذاب الكاف، ليرتقوا في السلم الدراسي ثم اذا اشتد عودهم يخبرون عنا الدولة لكي تأتي الى نجدتنا، يروجون لبضاعتنا الفقيرة وتقاليدنا القديمة الجميلة، يحدثونهم بأننا نحب الله ونحب الوطن ونحب الخير ونحب السلام ونحب شياهنا كما نحب الكسرة والقمح والمطر.
درسوا واشتغلوا وتأخروا عنا كثيرا، لكنهم في الاخير عادوا وليتهم ما عادوا، كدنا لا نعرفهم لولا "الفسدة" وصكّة البهيم ولسعة العقرب،عادوا بلا عقل ولا قلب ولا أصل، يتحدثون بغير لغتنا ويسخرون من عاداتنا، وإذا لاذا رجال الدوار بالمسجد لاذوا هم بالسجائر يقتلون وقت الظهر ويشطبون العصر، يضحك عتلّهم من سبحة جده، وخلخال امه، لم يتزوجوا من هنا، بل تسافدوا هناك..في الملخص وباللسان الدارج : بعثناهم لتونس باش يوصلوا للسطلة، خرجوا خويانهم من السلطة! ورجعوها لسباب عذابنا..
بعثناهم يعرفوا ربي، رجعوا لينا ما يعرفوش ربي! قرّيناهم في الجوامع، سمعنا بيهم يتعاونوا مع الجماعة الي يحبوا يسكروا الجوامع!!!!!! عملوا فينا شر الشعف، دوب ما نرفعوا اصواتنا بلعن البرجوازية، تضحك علينا البرجوازية، تقلنا راكم تلعنوا في ذريكم، جونا من وراء البلاكات باش يخدموا بينا ، سكرناهم وخدمنا بيهم، وكي طردنا الشعب من السلطة عام حداش، جبناهم ورْكبناهم ورجعانا ليها عام اربعطاش…
نكبتنا موش في نخبتنا برك، نكبتنا في مدعّية بعثناهم لتونس باش يجيبو لينا الخير والرفاهية والتوازن الجهوي، رجعوا لينا بالشر، رجعولنا شطر صبايحية وشطر ملاحدية…الملاقيط ما جوش للدوار في دفينة النساوين، وكي سمعوا بإشاعة تقول الي رخامة متع قبر متاع شاعر تكسرت، بلوا روسهم ثمْ حجموها عند القبر.. كنا نحسابوهم اولاد حلال، طلعوا اولاد حرام.