من أخطاء جبهة الخلاص أنّها تملك من يتحدّث مع الآخر ربّما المعادي أو المناكف ولا تملك من يتحدّث مع الداخل مع المحضن مع الرّافعة، وعليه وجب التدارك وبسرعة فالكيانات الجادّة تسعى إلى ترميم صفوفها وتمسيكها قبل تسويق نفسها.
ولا شكّ أنّ اللبس الذي وقع خلال مسيرة 15 أكتوبر المتميّزة أفسد الكثير من ثمار المحطّة المهمّة، ليس فقط نتيجة اللغط الذي شهدته المنصّات الاجتماعيّة وما زالت تشهده وإنّما لضعف تعاني منه الجبهة على مستوى التواصل، وإلّا فإنّ انتكاسة في مسيرة الحزب الفاشي وانتكاسة في زيارة رأس الانقلاب إلى بنزرت واجتراحه مرّة أخرى للخطابات المخلّة في نفس اليوم الذي نجحت فيه مسيرة الجبهة، مفارقة كانت ستحقق مكاسب عديدة، لولا الضجّة والتقاعس!
وليس أقل من التدخّل لمعالجة الاحتكاك أو سوء الفهم الذي وقع على المنصّة بين سيف مخلوف وشيماء عيسى، ولعلّه من الاستغراب، بل من الاستهجان أن يتلذّذ الثنائي المعني أو يتجاهل أو يستهين أو يتهاون أو يتكبّر على ما حدث ويحدث، إضافة إلى مسؤوليّة كلّ مكوّنات الجبهة التي كان عليها أن تعيّن من يتدخّل أو تتواصل مع الثنائي المعني وتدعوه إلى التدخّل تفنيدا أو تنقية وتسوية.
نتمنى أن يكون ما وقع من الثنائي سيف وشيماء ومجمل قيادة الجبهة حين لم يتدخلوا أن يكون من جنس الغفلة العابرة وليس من جنس الزّهد المرضي والكبر المنذر بالتفكّك. كما نتمنّى أن لا نصل إلى مرحلة لا تتمكّن فيها مجموعة صغيرة في العاصمة من التواصل والتفاهم وتنقية الأجواء وتجاوز الخلافات، بينما تمكن الآلاف من شدّ الرّحال من جنوبها إلى شمالها وواظبوا على ذلك بصبر وطيب قلب...
لقد شدّوا الرّحال لتكون قلوبكم مجتمعة وليس لتخطبوا عليهم وقلوبكم شتى!!! انتبهوا ثمّ انتبهوا.. حين يعطيكم الأحرار وقتهم وعرقهم ليس أقل من أن تعطوهم قيادة متجانسة متعالية عن خلافاتها.