وصف وزير النّقل أنور معروف شركة الخطوط الجويّة التونسيّة بــ"الشركة المدلّلة.. معلمة على الدولة والدولة تئن"، وقدّم خلال برنامج على إذاعة موزاييك جملة من المعطيات الصّادمة حول الشّركة، تراوحت بين الفساد والاستهتار وأغلبها يندرج تحت "رزق البيليك".
قال معروف الكثير وتأكّد من أشياء كثيرة ووعد بالإصلاح.. لكن تبقى الإشارة الواضحة التي قدّمها والتي تؤكّد أنّه يتحرّك نحو عمليّة جراحيّة دقيقة ومؤلمة، قوله أنّ الوضع يتطلّب عمليّة إصلاح شاملة تعتمد على مراجعة المصاريف والتمثيليّات في الخارج ولا يستبعد القيام بعمليّات تسريح،
والأكيد أنّ عمليّات التسريح التي تحدّث عنها معروف ستكون واسعة وعميقة، لأنّه عندما يقول أنّ ممثلي التونيسار في فرنسا عددهم 50 وأنّ الخطوط الجوية الفرنسية لا تملك غير ممثل واحد في كامل شمال إفريقيا!!!
هنا ندرك الطّامة! ونوقن أنّ معركة قادمة سيخوضها معروف مع الميليشيات التي ستمنع الوزير من الاقتراب من "علفتها ومؤنتها ومرضعتها" سيتعرّض معروف إلى حملة مركّزة تلوح في الأفق لكنّه إذا ما أراد أن يسجّل اسمه في تاريخ تونس ويدشّن أكبر عمليّة إصلاح في القطاع العامّ تكون فاتحة لبقيّة المؤسّسات التي يجب أن تسارع إلى طرد مصّاصي الدّماء ميليشيات التمعّش الرخيص من كتف عرق الشعب،
إذا أراد أن يكون القدوة عليه أن يتسلّح بصحّة الرأس والشّجاعة، ثمّ خاصّة وأوّلا وآخرا عليه أن يسدّ أذنه أمام عويل الميليشيات الجراديّة، ولا يقحمهم في أيّة عمليّة إصلاح، لا ينظر إليهم، ولا يكلّمهم، ولا يزكّيهم…