في التّاريخ القديم لست أدري! الأمر يحتاج إلى الكثير من البحث والتقصّي، أمّا في التّاريخ الحديث فلا أعتقد أنّ هناك خيانة أسرع من خيانة التيّار الشّعبي لحفتر! أيْ نعم فقد صدر الموقف من أعلى هرم الصڨيطة الجبهاويّة المتلاشية في تمثيليّتها المنشقّة عن حركة الشّعب.. حيث كتب زهير حمدي على جداره:
"سقوط قاعدة الوطية بيد الأتراك يعني أن الأراضي التونسية والجزائرية باتت تحت نيران مدفعية الجيش التركي ومليشياته العميلة وأن الأراضي المصرية باتت في مرمى الطيران التركي. يعني أيضا أن ليبيا أصبحت دولتين وأننا بتنا دولة جارة لتركيا. مبروك عليكم يا أحفاد أبي رغال. الخزي والعار للذين يهللون للإحتلال بتعلة إسقاط حفتر. الخزي لكم والخزي لحفتر والخزي لتركيا وقطر والإمارات. ستبكون أوطانا أضعتموها وطنا تلو الآخر. تبا لهذه الأمة التي يتلذذ ساكنتها بإغتصابها."
فشل زهير حتى في استحضار المثل التونسي " غدوة يعمل ربّي" استحال عليه أن ينام وفي جوفه بعض وفاء.. وإن كان الوفاء لذلك الطليق التّشادي، لبيدق آل زايد في خاصرة تونس خليفة حفتر.. كنّا نعوّل على وفاء تجّار الجنّس للبغي التي رهّل الزمن بضاعتها، فألحقوها بمجمع الخبراء ولجنة التحكيم.. كنّا نعوّل على وفاء تجّار المخدّرات فالكثير منهم يموت في خندق العصابة لا يسلّمها إلى البوليس في نسخته الكولومبيّة أو االبرازيليّة أو غيرها من نسخ سلاح الدّولة المشتبك مع سلاح البدرة البيضاء..
كنّا نعوّل حتى على وفاء أفراد عصابة سينالوا المكسيكيّة الذين تفنّنوا في الإخلاص لزعيمهم "إل تشابو" بل منهم من غامر بعمره لمّا هرّب جرعات من المخدّرات إلى محبس الزّعيم!!! كلّهم يمارسون بعض الوفاء... وحدهم هؤلاء الذين بيننا يتركون حفتر من أجل وطية، يتركونه بلا شفقة بعد أن كانوا له في تونس الوطاء والغطاء، بعد أن وطاهم في أمخاخهم.. باعوك أيّها الطليق التّشادي!!!!! لقد رموك بالخزي لمجرد عثرة في وطية! رموك بالعار بعد إذْ كنت سيّدهم!
أمّا عن الأراضي التونسيّة فقد غمّ على هذا الذي توّهته وطية، ولم يستحضر أنّ سبعّطاش فبراير تجاور سبعّطاش ديسمّبر منذ 10 سنوات، وليس غير التعايش والمحبّة والوفاء، غاب عليه أيضا أنّ الجيش التونسي في حربه على الإرّهاب لم يكن يستعمل سلاح بن زايد ولا بوتين ولا حتى فرنسا التي طلبنا منها أجهزة متطوّرة لمكافحة الإرّهاب فأرسلت إلينا الكريموجان!
غاب على زهير أنّ الأسلحة الحديثة التي واجهنا بها الإرّهاب جاءت من تركيّا وليس غيرها، غاب عليه أنّ أصدقاء ثورة سبعّطاش يجهّزون ويشحنون ويرسلون المستشفيات العسكريّة في 52 ساعة حين نطلبها، أمّا أصدقاء الثّورات المضادّة فلو أمكنهم لاجتثّوا تونس من قرار، ومسحوها من الذّاكرة كما الخارطة، انتقاما من مولودها السبعّطاشي الجبّار.. المارد الذي هزّ العروش وعبث بالنياشين.