أكيد وبلا شكّ ويقينا، كلّ الحروب عندها ضحايا ومجرمين وأبطال، أمّا الأبطال فأولئك الذين يرابطون في الصّفوف الأولى ويلتحمون بالفيروس في مساحة سنتيمترات تجمع الكلّ، المقاتل والموت والفيروس، الأبطال أيضا هم جيوش الاحتياط وقوى الدعم اللوجستي، كلّهم في خندق واحد، خندق الشرف.
أمّا المجرمون فليست أبدا تلك الخنافس التي زحفت من ووهان أبناء وبنات كورونا، تلك فيروسات لها تسميات أخرى والمعركة معها بتوصيفات مغايرة، المجرمون الحقيقيّون لا شكّ تلك الفيروسات الشبه آدميّة التي تركت القرى والمعتمديّات والولايات بلا أسمدة ولا زيت ولا مقرونة ولا حليب.. قاموا باحتكار الكثير من المواد الغذائيّة، خزّنوها ثم سرّبوها بأسعار مضاعفة، بعضهم يعمل مع المهرّبين على خطوط العار،
يخرج الفيروس الآدمي يتمشّى أمام بيته، ثم يتوغل في الاحياء، يجسّ بطنه المنتفخ، يراقب النّاس كيف تلهث من محل إلى محل بحثا عن "عشاء الذّري" يطلق الدعيّ ابتسامة ماكرة! ويهمس لنفسه " خلّي يزيدوا يطيّبوا شوي" ينتظر نشوب اللهفة وانهيار الأعصاب والدخول في هستيريا غذائيّة حتى يتمكّن من رفع الثمن أقصى ما يمكن ويهشّ حاسّة التقشّف لدى المواطن ثمّ يدفعه إلى بذل ما عنده بلا تردّد من أجل شكارة سميد!!!
هنا! وهنا بالتحديد! نحتاج إلى التفويـــــــــــــــــــــــــض! نحتاج إلى استدعاء قانون الإرهاب وتغذيته بقانون الغضب الوطني المقدّس! هنا تحتاج تونس إلى أعمدة الإنارة والكثير من الحبال!!! الكرطوش لا!!!
الكرطوش بضاعة وطنيّة نحتاجه للذود عن حرمة البلاد، الكرطوش فيه نوع من الشرف، البوطوات والحبال.. تليق بأولاد الكلب... تليق بالخنازير التي تمتصّ دمّ الشعب كما امتصّت الخنافس الووهانيّة أمنه وأربكت حركته.