الآن نقف على خلاصة من خطاب الطبوبي او الخطاب الجريمة او خطاب العار، الذي ألقاه سليل الجريمة الجرادية يوم عيد تونس يوم الحرية، اليوم الكبير، قال خليفة الطبوبي او عبد الفتاح الطبوبي "بعد 9 سنوات من عمر الثورة..مشهد سياسي مترد متعفّن.. تسابق المحموم على الكراسي.. دولة ضعيفة ومُستضعفة لا هيبة لها.. أحزاب سياسية سائدة في البلاد منذ 2011 إلى اليوم تفتقر أغلبها إلى برامج ورُؤى اقتصادية واجتماعية واضحة، يقودُها منطق الغنيمة والغلبة والتحالفات اللامبدئيّة.. مشهد برلماني مشتت تسوده علاقات النّفاقِ والانتهازية.. سياحة حزبية.. وضع اقتصادي ومالي الكارثيّ.. النزول بتونس إلى أسفل مراتب الترقيم الدولي.. انتشار المضاربين والفاسدين واللوبيات.. وضع أمني هشّ ترتع فيه عصابات الإجرام وتصول فيه المافيات وتتربّص به فلول الإرهاب في كلّ حين..إن صبر الاتحاد قد نفد ولم يعد بإمكانه الاستمرار في الصمت الذي اعتمده مراعاة لوضع البلاد والوضع الأمني".
لو اجتهد شعراء وأدباء ورواد الإحباط والتخذيل في يوم هزيمة نكراء وخلف قافلة من الجنائز ما تمكنوا من استحضار كل هذا الكم من الكوارث وإن كان ذلك في يوم كارثي بأتم معنى الكلمة، فكيف اذًا استحضر الطبوبي كل هذا البلاء وكيف تمكن من استجلاب واستمطار كل هذه السوداوية الداكنة الدامسة في يوم الفرح والسعادة في عيد ميلاد الحرية، كيف يستهل هذا الكائن الجرادي سنة عاشرة كرامة بهكذا مندبة،
كيف يدخل هذا المكون الجرادي الى بيت الفرح ليؤبن كما في مراسم الجنائز، يتوعد تونس بالخراب والإفلاس ويسفه الطبقة السياسية البديلة لطبقة التجمع المجرمة ثم يختم المشهد بتهديد أرعن يشبه تماما حمق هذه الجرادية المتسللة إلى منبر حشاد.
من شدة هم وغم الطبوبي، هممت بمقارنة ما نفثه بمرثيات تماضر بنت عمرو السلمية "الخنساء" ثم تراجعت واستغفرت الشعر والأدب ومحاسن الكلم عسى ان يغفر لي، ليته نغص علينا فرحة العمر بعبارات خنساوية او حتى نواسية أو حتى شنفرية، لقد كانت عباراته مزغنية قحّة!!! حالة من الرعب البائن تنتاب هؤلاء، يعتقدون ان الفرح والبشائر والامل والأعياد والحب والتعايش والالفة..
كلها عبارات او مناسبات خطيرة على الجنس الجرادي، من مذهبهم ان البشائر تأتي تترا وتعم ويستتب الأمر للفرح وتنزل امطار الامل وتشاع اعياد تونس.. فقط حين يحكمها التشبيح او احفاد ستالين، لا يهم بالصناديق أو بالبيانات الاولى او بالتصعيد الثوري، حينها وحينها فقط نراهم يضحكون ويشربون العصير ويتدافعون على الثريد،
أما الآن فلا شيء غير السجائر"حلّوزي" الڨارو يحرق خوه، وبينهما يلهج اللسان بالتهديد ويبشر بالخراب العام، ويبصق الكراهية.. يستأثرون عن جدارة واستحقاق بلقب شرطة التجهم، يحرسون تونس بعناية حتى لا تتسرب اليها اشعة الفرح ولا يخاتلها الاستقرار.