بطريقة غير مباشرة أجاب ليلة الجمعة قيس سعيد عن السؤال الذي تردد كثيرا، لماذا يرفض الذهاب الى قناة الحوار؟ الجواب اوضحه لقاء الوطنية الأولى وطبيعة قيس وتحصيله العلمي وسلوكه السياسي الهادئ، رجل يحسن التعامل مع الأسئلة السخيفة وبإمكانه الخروج من الفخاخ الغبية"غابت الفخاخ الذكية"،
رجل بهذه المواصفات يسعه ان يحاور كبار الصحفيين كما اتفه الإعلاميين الذين يطلقون اسئلة اللمم و الرداءة والبذاءة، لكنه لن ينجح في حوار يتم تفخيخه بالفوضى الخلاقة، تلك منهجية قناة الحوار، التي تعتمد اغراق البرنامج بالصراخ والهرسلة وتخريبه بالمقاطعة، لذلك تجنب قيس حوارات السكر الواضح والعربدة فوق المنابر الاعلامية.
أما فحوى الحوار على القناة الوطنية وان كان قدم اضافة لقيس ام سحب منه بعض رصيده، فذلك سؤال يحتاجه البعض ممن فشلوا في قراءة المعركة الانتخابية من زاوية استراتيجية، وغم عنهم في حين تبدو الصورة أكثر من واضحة،
أما البقية فلا يمكن لحوار قيس أن يزيدهم أو ينقصهم، ببساطة لأن الأمور تقاس بأضدادها، ولا ضد لقيس غير ظاهرة غذائية اعلامية خرقت القانون ونفذت إلى طبقات محطمة فاستمالتها، تلك ظاهرة مدعومة بأقليات "عرقوثقافية" نافذة تقتات على السحاق واللواط وتصطف خلف من يعدها بتحرير الزطلة، وتهفو الى من يشتم سبعطاش ديسمبر ويترحم على ايام الزريبة الدافئة.
سوى ارتقى آداء قيس سعيد الى أعلى الدرجات او انحدر الى اسفلها، ستمضي تونس الواعية في انتخابه، لأنه لا يسعنا ان نترك البلاد بلا رئيس، ولا يسعنا المفاضلة، فالمفاضلة تتم بين طرفين و أكثر، وتونس بصدد طرف واحد، إلا اذا كان البعض جن جنونه ويعتقد أن مخاط برلسكوني يمكن أن يحكم الوطن الذي خلخل اركان الجليد العربي وأشعل تحته النار فإذا هو يذوب ثم يسيل ثم ينهمر..
وان كانت تونس حرمت هذه المرة من متعة الاختيار، وستذهب الى الصناديق لتضع اسم قيس بطريقة آلية، فان ما يبشرنا،هي تلك الديمقراطية المستمرة التي من المؤكد ستهب لنا محطات رئاسية أخرى اقربها سنة 2024، نختار فيها بين هذا المرشح وذاك، حينها سنضرب الراي بالراي ليتضح لنا بريق الصواب، ونسأل الله ان لا يعيد على بلادنا كابوس الاختيار بين مرشح للرئاسة ورئيس عصابة.