تمخض الجبل فولد بعوضة غير مكتملة النمو ماتت قبل ان تقوم الممرضة بقص حبلها السري"سرّتها"، هذا ما ينطبق على البيان الأخير لحزب العمال الشيوعي الذي دخل منذ مدة في سردابه من أجل الخروج بمراجعات، فعاد إلينا بخطاب ما تحت الستاليني ويشبه كثيرا الجنون الجونغي، جاء في البيان المهزلة:
"أن لا مصلحة للشعب التونسي في الصراعات من أجل اقتسام المغانم والتسابق نحو الفوز بالكراسي والبحث عن النفوذ لخدمة مصالح وحسابات النهضة التي تلهث وراء مزيد التغلغل في أجهزة الدولة من جهة والتيار الشعبوي بقيادة سعيد الذي لا هدف له غير الاستفراد بالحكم والنفوذ من جهة ثانية وقوى النظام القديم الساعي إلى استعادة هيمنته القديمة من جهة ثالثة."
في حربه الشاملة على كل شيء يمت للانتقال الديمقراطي بصلة، اختار الشيوعي تسمية قيس سعيد والنهضة والإشارة للشاهد بوصفه الممثل الافتراضي للمنظومة القديم، ثم تجاوز التيار وحركة الشعب و الياس الفخفاخ، أراد اخراجهم كالشعرة من العجين، ففشل في عملية الإخراج كما عهده بالفشل المزمن.
كما تعرض الشيوعي الى الخيانة والعمالة والتطبيع والصهيونية والتدمير والكادحة والجهات الداخلية وإلى ذلك من ماعون الصنعة الرث والمصطلحات التي يقولها في بياناته ويقصفها على الأرض ويعمل على ابادتها.
ثم خلص البيان الى النقطة الثالثة، التي يمكن اعتبارها نقطة هزلية كما يمكن اعتبارها نقطة إجرامية والغة في الإجرام، لكن في الغالب انها نقطة هزلية طالما صدرت عن مكون شيوعي فاقد للاهلية والتكليف، يملك أدلة قاطعة على أنه لا يعود بالنظر في جرائمه الى الهيئات القضائية وإنما الى هيئات الامراض النفسية، خاصة إذا علما ان النقطة الثالثة تحمل دعوة واضحة لإبادة التجربة برمتها، تلك التي ورد فيها:
"أنّ خلاص تونس يكمن في القضاء على هذه المنظومة، رئاسة وبرلمانا وحكومة، ومكوناتها الحزبية والسياسية والطبقية وبناء اقتصاد وطني قوي يحقّق العدالة الاجتماعية وإقامة نظام سياسي تكون السلطة فيه للشعب بالفعل وفي ثقافة تقدمية متنورة وبيئة سليمة."
في الختام وكعادة الشيوعين توجه الى كل الفئات والى الثورية والديمقراطية والتقدمية والأحزاب والمنظمات والجمعيات والحركات الشبابية والنسائية والثقافية وشخصيا.. دعاهم إلى النهوض لمقاومة هذه المنظومة ومكوناتها وتوحيد المواقف والأعمال لإنقاذ البلاد من مشاريع التخريب وأضرارها المحتومة.
السؤال الآن/ بما ان الشيوعي حسم في كل محيط قيس سعيد وفي كل حزام الحكومة وفي كل حركة النهضة!
من هي الأحزاب المتبقية التي دعاها إلى النهوض والمقاومة؟ لم يبق غير قلب تونس! أما الفرضية الاخرى الهيتشكوكية، فهي أن يتحالف حزب العمال الشيوعي مع ائتلاف الكرامة!!! يقوم حمة الهمامي بإرسال الرفيق عمار عمروسية ويقوم سيف مخلوف بارسال الاخ الدكتور محمد العفاس، ثم ننتظر النتائج التي ستتمخض على المفاوضات…