سخر من الانتقال الديمقراطي وطالب القضاء بالانحياز له بطريقة فيها الكثير من الابتزاز، حدث ذلك في الجلسة المهزلة التي دارت حيثياتها ليلة الجمعة، ليلة الجمعة أيضا أعلن سعيد عن رفض العمل بالدستور وقرر المضي في برنامج اللجان الشعبية! فماذا يعني ذلك؟
بالتأكيد يعني الكثير لكن ما يهمنا، أن تنتبه كتل الغباء التي وقعت فريسة لبروباغندا الثورة المضادة، وانخرطت في الحديث عن الأخطاء وعن الارضية التي جهزها الفشل الحزبي لسعيد، وانه لولاهم لما وجد تعلة يمر منها الى مشروعه من خلال التأويل المجحف لنصوص الدستور.
حينها قلنا بان سعيد لا يحتاج الى ثغرات ليمر، لأنه لا يعترف بالقانون ولا بالدستور ولا بالمراحل السابقة ويرى في نفسه فلتة تاريخية ومنحة ربانية لتونس والبشرية يجب ان ينزل بمشروعه تحت أي طائل ليخلص العالم من حيرته.. والدليل على ذلك انه كان يتلاعب بالدستور ويستند الى تأويلاته لإحداث الاختراق، وحين استهلكه ولم يعد في الدستور ما يمكن التلاعب به، ركنه واعتمد في مواصلة مشروعه على القوة والأمر الواقع.. هاهو اليوم حين وجد نفسه وجها لوجه مع فصل لا يحتمل التأويل، قال لهم عن أي دستور تتحدثون والامر يتعلق بمصلحة البلاد وليس بالفصول!
إذًا لنتوقف عن جلد أنفسنا ونعترف أن قوى الاجرام التشبيحي وجيوب الثورة المضادة أيْ نعم ساهموا في تعفين الساحة لكن صاحب المشروع الاجرامي كان سيمر بهم او بغيرهم بهذه التعلة او بتلك وحين تنتهي كل التعلات سيمر بلا تعلة! واليوم هاهو يقرر تجاوز الدستور وتأويل الدستور والتلاعب بالدستور والذهاب الى الآخر بقوة سلطانه المسنود من القوى الحاملة للسلاح.