يظنّ بعض عشّاق الفرجة في الملعب الأولمبي بباردو ومن تحت القبّة بالتحديد أنّ العربدة التي تقوم بها بؤرة التجمّع العائدة إلى برلمان الشعب، إنّما تستهدف الغنّوشي والنّهضة ولن تصيب غيرهم أبدا، وأنّها ستنال من رصيد الحركة وتبقى على أرصدتهم، ولا يعلم هؤلاء أنّ ما تقوم به عبير موسي إنّما هو أخطر عليهم من عتبة 50% وليست عتبة الــ 5% التي أرعبتهم وهي ماتزال مسودّة في بطن أمّها.
يبدو أنّ كتل الغباء التي تمارس الانتشاء حين تعربد عبير وحين تشرع في ثلب أبناء النّهضة بشرف الإخوان والأخونة والأخوّة والأخوات والإخوة، يبدو أنّها لا تدرك أنّ تونس وإذا ما تواصل هذا المرج ستكون على موعد جديد سنة2024 مع خمس سنوات أخرى من الانتقال السّياسي وتؤجّل للمرّة الرابعة مشاريع الانتقال الاجتماعي والاقتصادي،
لا تدرك قوى الغباء المستفحل أو تتجاهل تحت نشوة ما تقوم به النائحة التجمّعيّة أنّ الدستوري الحرّ بصدّد التهام قواعدهم وأنّه يقوم بمحاولة تجميع جديدة على شكل محاولة النّداء ثمّ قلب وسينجح في جمع كلّ قوى الاستئصال بما فيها اليساريّة التي تمنّعت في البداية عن الالتحاق بالنّداء سنة 2012 ثمّ انتهت إلى عربة يركبها ويقضي عليها أغراضه.
إذا ما تواصل الأمر على هذا الحال، فإنّنا سنكون على موعد مع نداء آخر وقلب تونس آخر وثنائيّة أخرى بين النّهضة وبين تجربة استئصال جديدة، والأرجح ووفق التجارب السّابقة إنّ حركة النّهضة ستتمكّن من استعادة أنصارها وتوسيع دائرة التجميع حين تقترب الانتخابات ويتضّح أنّ خطرا ما يهدّد الثّورة بقوّة، حينها حتى المحسوبين على الثّورة من خارج النّهضة قد يدفعهم الخوف على المكسب الوطني إلى الالتحاق بالنّهضة كجدار صدّ في وجه الوباء التجمّعي العائد في ثوب إجرامي.
إذا ما مضت عبير في طريق مفتوحة نحو إحداث بورة استئصال جديدة تكبّن حولها قوى الكراهية والردّة النوفمبريّة والغباء المعلّمن، فإنّ القوى البعيدة عن الثّورة ستنحاز إلى عبير أملا في سحق الثّورة وسندها حزب النّهضة، أمّا القوى القريبة من الثّورة فستجد نفسها مجبرة على تدعيم أرصدة النّهضة كحالة حزبيّة وحيدة قادرة على الوقوف الجدّي أمام المعاول التي تستهدف الثّورة.