أهدي هذا النص الى الصديق سامي بن سلامة ( الصداقة هنا كبعض من الحب من طرف واحد ) وأهنئه على منصبه الجديد. وأتمنى له بفضل تحسن وضعه المادي ان يتمكن من شراء البوصاع الذي يباع في السوق المركزية في عز الموسم بثمانية او تسعة دنانير للكيلو الواحد وهو الذي ازعم ربما خطا انه كان يسرقه وهو صغير من حديقة الجيران ولا يزال.
سامي… الصديق العزيز ( دائما من طرف واحد )
أقسمت لنا بكل الأيمان في حديث طويل يعبق بروائح الوطنية الشذية التي استخلصتها من أخلاقك السامية، سمو اسمك الشبيه بذاتك وصفاتك، بل إن ذاتك عين صفاتك ، أنك لن تعود إلى هيئة الانتخابات وأنه لا غاية لك في كل ما تكتب حول الهيئة الثانية التي لم تدخلها أو التي أقصيت منها بفعل فاعل أثيم إلا خدمة هذا الوطن وان البعض ممن لا يشبهونك في نبلك وشهامتك( وما اكثرهم ! ) لا يفهمون غرضك مما تكتب لأنهم يجهلون معنى التجرد ونكران الذات وخدمة تونس دون هدف آخر غير خدمتها ، حبا فيها وإخلاصا لها وتفانيا من أجلها.
ولكنك عدت اليوم إلى هيئة عالية جدا ومستقلة جدا ونزيهة جدا بخلاف الهيئة البائدة التابعة و التي كانت في خدمة أعداء الشعب والوطن . عدت رغم قسمك أنك لن تعود لأنك اكتشفت أن الحنث مغفور والكذب معفو عنه إذا كان من أجل تونس ومصلحتها العليا.
فما أعظمك أيها الرجل الصادق ! تقسم من أجل تونس وتحنث في قسمك من اجل تونس .فكل شيء يهون في سبيل تونس الخضراء التي لن تحمرّ في عهدك كما حدث في ذاك الزمن الأغبر حيث دخل الأخضر اخضر وخرج أحمر… وكبار الحومة لا يزالون يذكرون ذلك.
.. الآن أنت هنا مرة أخرى وستكون بلا شك نزيها عادلا حريصا على صوت الناخب يدخل الصندوق ويخرج منه، هو هو، تماما كما أنت قبل قسمك ثم بعده، لا تغيير فيك ولا تبديل .
لن تتسامح مع أي مزور، بل ستكون شديدا في الحق صارما في المحاسبة. لن تغفر لأي مخالف ولن تتسامح مع أي متجاوز . لهذا اختارك الرئيس لهيئة الانتخابات، لكل الخصال التي فيك ولكل الثقة التي أنت أهل لها وهي أهل لك.
ها انك اليوم تبادل الرئيس ومنذ مدة المحبة ( بعد ان كلت له السباب مثل غيرك في أول الأمر، ولكن لاباس و المسامح كريم ) لا طمعا في منصب، فقد قلنا انك فوق الطمع وبعيدا عن الشره .. والصادقون بالصادقين أشبه
ما أعظمك وأنت ترسل له رسائل العشق الخالص وتؤكد لخصومه انه، حتى لو امسكنا به يسرق البوصاع من دار الجيران لغفرنا له ذلك ..انظر هذه الصورة ما أجملها. انظر هذا المقام الذي تضع فيه رئيسنا.. ما أجدره بان يكتب بماء الذهب في دفاتر اكبر سرقة بوصاع في كتاب غينيس.
بوصاع وسرقة وجيران ..صورة لا شك أنها منتقاة من خيالك الخصب، أو لعلها منتقاة من طفولتك وقد تكون وقتها صبيا عابثا شيطانا، سارق غلة.
وفي كل الحالات سواء كنت الطفل البريء وقتها أو الجار المسامح الآن في كهولتك الناضجة فأنت هناك كما أنت هنا جميلا في عبثك عظيما في غفرانك صادقا في اعترافاتك.
فقط نريد أن نسألك في الأخير إذا كنت في الصورة الجميلة التي قصصتها علينا ولنسمها "الطفل و البوصاع " الجار الغفور الرحيم ؟ هل ستكون وأنت الآن في هيئة الانتخابات مثلما كنت دائما شديدا بلا شك ولكن متسامحا مع بعض الأخطاء التي قد لا تغير من نتائج الانتخابات شيئا … فهل يضير أحدا أو يسيء الى مالك جنان أن يسرق طفل بريء بوصاعة من شجرة فروعها متدلية وقطوفها دانية .. فالغلة كثيرة تشبع كل أطفال العالم الذين يشبهونك في عبثك البريء القديم ولصوصيتك التليدة المتمكنة.