تصرف نادية عكاشة وهجومها على حلفاء الامس واتهامهم بغياب الدين والاخلاق والوطنية سلوك يتجاوز شخصها وخصومها .
فحتى لو كان الامر يعني غيرها وغيرهم لكان الأمر سواء لان نظام الاستبداد وهو نظام خارج المراقبة المؤسسية والمجتمعية يتغذى دائما من صراعات الشقوق والعائلات والأشخاص فالدائرون في فلك المستبد يحاول كل واحد منهم استمالته لنفسه خدمة لمصالحه وحفاظا عليها.
المسالة خلافا لما يظنه البعض لا تتعلق بالأشخاص، بل بالميكانيزم نفسه الذي يشتغل دائما بنفس الطريقة وينتج نفس النتائج ..وقع ذلك مع بورقيبة إلى درجة تطليقه من زوجته وهو في اخر حياته وفاقد تقريبا لمداركه العقلية كما وقع ذلك مع بن علي من خلال صراعات العائلات والاشخاص وهم في أكثرهم من سقط المتاع…
المشكلة ليست في نادية عكاشة ولا في غيرها المشكلة في نظام الاستبداد ذاته وما يترتب عنه من فضائح و مهالك.