كنت انتظر ان يصدر عن بيت الحكمة بلاغ رسمي لتكذيب رواية المعهد الوطني للتراث الذي اكد ان الاشغال التي وقعت في الواجهة الامامية للمؤسسة كانت عشوائية ودون اذنه وانه تدخل لايقافها ...بل اكتفت بيت الحكمة بتصريح اعلامي يقول ان الترميم وقع بالتنسيق مع المعهد الوطني للتراث وكأنها لا تملك امكانية اصدار بيان في الغرض لإنارة الرأي العام ...على كل ليس مستغربا في بلاد الفوضى ان تكذب مؤسسات الدولة بعضها بعضا.
ان اي تغيير يحدث على معلم اثري يحتاج الى اخذ رأي الوزير المكلف بالتراث : الفصل 68 من مجلة التهيئة الترابية والتعمير. " تمنح رخص البناء المتعلقة بمشاريع البناء والترميم داخل المواقع الاثرية بعد أخذ راي الوزير المكلف بالتراث" .
بودي ان اعرف هل حصلت مؤسسة بيت الحكمة على رأي وزير الثقافة للقيام بإجراءات الترميم على واجهة المؤسسة ...اذا كانت حصلت على هذا الرأي فانه من المتعين ان نطلع عليه كما يتعين ان تسحب ادارة المعهد الوطني للتراث بيانها الذي قالت فيه ان عملية الترميم كانت عشوائية اذا لم تحصل فكل التوضيحات التي قيلت في هذا الشأن هي محض كلام.
هذا اذا سلمنا بان العملية تتعلق بترميم في حين انها عملية تهشيم من المفروض ان يحاسب عليها كل من ساهم فيها ولنا عودة الى هذا الموضوع لمزيد التحليل.
مع كامل الاسف الدفاع عن الاشخاص يعمي ابصارنا عن الحقيقة …ما وقع في بيت الحكمة اعتداء صريح على التراث بشهادة المعهد الوطني للتراث نفسه الذي اوقف المهزلة ..الدفاع عن رئيس بيت الحكمة لا يبرره غير العلاقات الشخصية لا اكثر لا ولا اقل.