لن تقوقعني الخلافات الحزبية في مقاطعة باردة لا معنى لها . لأني آمنت دائما ان المناضل هو ذاك الذي يحمل الأمل مصيرا لا فكاك منه حتى وان ثقل به ظهره وتقوس ..ولكن لا تراجع ولا سقوط .
لأني لا اريد لهذه الظلمة ان تتحول الى ليل طويل بغيض يسكنه الغول و يعمّر فيه الكابوس. لأني أبغي ان أعالج آثار وجيعة اللطمة التي وجهت الى المجتمع المدني بأسره وفي نيتها ان تطيح بكبرياء الاتحاد العام التونسي للشغل رغم تاريخه .
لأني اكره ان تنمو البذرة الخبيثة وتتضخم كسرطان لا علاج له . لأني أراه بعين الرجاء والانتظار قريبا وإن نأى وشطّ. لأني لم أنفك احمل ذكرى بعض أصدقائي من المساجين وأعلم رغبتهم وأريد ان أشاركهم حلم الخلاص .
لأني ارفع القبعة لذاك الذي صمد أمام الجبروت رغم ظلام الزنزانة وشبح الفقر الذي قد ينتظره يوم يغادر السجن فقد علمتنا طبائع الاستبداد انه بعد حريتك يأتي الدور دائما على أرزاقك ومواردك اذا كان لك أرزاق أو موارد . فهو يريد ان يوزع البؤس والفقر على الجميع ..ويعلم الله متى يفك أسر الأسير .
ورغم كل العبث الذي شاهدناه بالصوت البغيض والصورة الحمقاء فإني اخترت ان أشارك.. فاذا كان الكثير منا أخطأ الصفحة يوما فلنقلب الصفحة الآن .
بعد هذا فلتكن النتيجة ما تكون.. يكفى اننا سننتظر الخلاص مع كل من طالتهم يد الظلم بشيء من الامل ...حتى ولو كان ذاك لبعض الوقت .فما أحوجنا حتى الى دقائق من النور وقد خيم الظلام و طال الضنى وامتد العبث حتى لكأنه الدهر !
أخيرا لن يكون يوم 6 أكتوبر اخر الدنيا فبعد غد يوم آخر للانتصار او لمواصلة مسيرة النضال بلا تعب.