لقاء ممتع مع الصّديقة هند صاحبة رواية لافاييت ومع السيد سليم العفيف الذي قدّم مداخلة عن المرأة والفكر والأدب. حضور ابتسام وعائدة وفاطمة وكوثر وسنية وأمال كان مثريا فضلا عن الحضور الرّجالي لاًصدقاء الزرّاع.
أهم الملاحظات التي شغلتني ولاتزال وعبّرت عنها في مداخلتي وعبّرت عنها صديقتي ابتسام وأعتبرها مجال بحث واسع:
ـ الإنتاج النسائي الأدبي كان على امتداد التّاريخ العربي لكن يبدو أنّ عدم خضوع الكثير منه لمعايير الفحولة الشّعرية التي وضعها الرّجل ناقدا وشاعرا جعل هذا الإنتاج يهمش ولا يدوّن.
ـ الخنساء تمّ الاعتراف بها لأنّها خضعت لهذه المعايير فهي قد تغنّت بنظام القيم القبليّة الذّكوريّة التي تختزلها ذات المرثيّ الذّكر في حين تمّ تهميش الكثيرات وتذكر بعض الإحصائيات أنّ عدد الشّاعرات العربيات يبلغ قرابة 250 شاعرة ولكن أغلبهنّ مجهولات.
ـ الإنتاج النّسائي في مجال التصوّف كان بارزا ( قرابة 65 امرأة (ولعلّ هذا يعود إلى طبيعة الفكر الصّوفي في حدّ ذاته لا إلى تحرّر المرأة من السّلطة الذّكوريّة.
ـ المرأة تمارس الحكي والشّعر على امتداد التّاريخ. تمارسه لتهدهد ابنها وتمارسه وهي تسامر أحفادها وتمارسه وهي تقوم بأعمال الفلاحة . الحكي النّسائي قديم ولم يدوّن ولو دوّنت حكايات الجدّات والأمّهات وأشعار الفلّاحات وأهازيجهنّ لحصلنا على موروث كبير من الإنتاج النّسائي.
ـ حكايات شهرزادّ أليست الشّجرة التي تحجب الغابة من الحكي النّسائي على امتداد التّاريخ؟
ـ سلطة الحكم ساهمت في قبر هذا الإنتاج ولم تدوّن إلّا ما يتناغم وإيديولوجيا الدّولة الذّكوريّة.
ـ اليوم هناك حرية تعبير متاحة للمرأة والتّدوين متاح ورغم ذلك يظلّ الإنتاج النّسائي نسبيّا أقلّ.
هل كفّت المرأة عن الحكي اليوم؟
كم نحتاج حكي المرأة اليوم!!
هي دعوة لقراءة لافاييت والسّفر داخل الحكي النسائي.