وداعا للجلّاد

Photo

سنقول لأبنائنا أنّ يوم الغد يوم استثنائي. فهذا الوطن الذي ظلّ منتصرا للجلّاد لعقود سيضع الجلّاد غدا أمام حكم القضاء وهو أمر لم يعتده التونسي إلى الحدّ الذي جعله يعتبر الأمر قدرا سياسيا.

غدا يتمّ النظر في اول قضية تحيلها هيئة الحقيقة و الكرامة على القضاء. حدث سيصمت عنه كثير من الإعلاميين الذين يثيرون غبار القضايا ويفضّلون الحديث عن المفطرين الذين كانوا دائما مفطرين.

حدث يفترض أن يحدث رجّة في الذّهنيّة تقطع مع ثقافة الاستبداد ومع الرغبة في تقمص دور الجلّاد لدى الكثير.

وهي مرحلة عبور ضرورية من أهم " طقوس العبور " فيها المحاسبة بعد أن رفض الجلّاد حتى الاعتذار مستهينا بكمّ الألم والأذى الذي خلّفه.

وهي مرحلة عبور ضرورية من ثقافة استبداد وخوف أنتجت مستبدا صغيرا داخل كل واحد فينا إلى ثقافة قانونية وحقوقية تنتج الإنسان الحرّ الكبير.

وهي مرحلة ضروريّة للحاكمين الآن عسى أن يدركوا أنّ التاريخ لا يسامح من يستهين بشعبه ومن يوغل في العبث بالإنسان من أجل إرضاء غروره السياسي والغرائزي.

بداية صناعة التاريخ الجديد لتونس يمرّ من هنا: حين تتمّ محاسبة كلّ من أضرّ بالبلاد والإنسان. كي لا يتمّ إعادة إنتاج كلّ هذا الأذى.

غدا تبوح القنطرة بأسرارها.

أيّها التاريخ الماكر رفقا بقلوبنا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات