كم أحسست بالحزن والمهانة وأنا أشاهد نادل مشرب البرلمان وطبق المشروبات بيده وهو يخضع لمساءلة و تحقيق مهين لمدّة دقائق وهو يجيب بكلّ انقياد لزعيمة الكتلة التي انهالت عليه بالأسئلة ولم ترحم وقوفه حاملا الطّبق وتفاعله مع أسئلتها، بل واصلت بأسلوبها الاتّهامي وصراخها استدراجه لزلّة لسان ...
وعندما استوفت التّحقيق معه ويئست من اقتناص معلومة أنهت حديثها بقولها " أعلم أنّك عبد مأمور " كان يمكن للجملة أن تمرّ دون بعد عنصريّ لكن مع السّياق المصاحب لا يمكن أن تغيب الدّلالة العنصريّة الثّاوية ...
أمّا ما وقع مع عاملة النّظافة من تعريض فهو غاية في الخسّة والنّذالة والانحطاط الخلقي ويقتضي أقصى درجات الاستنكار والإدانة.
في رحاب البرلمان مهد دستور الحريّة والكرامة والقوانين المناهضة للعنف ضدّ المرأة والعنصريّة يتعرّض نادل مقهى وعاملة نظافة للهرسلة وانتهاك العرض بسبب تجاذبات لا علاقة لهما بها ...
إذا لم يكن لعملة البرلمان وموظفيه حرمة وهم في رحاب مجلس نوّاب الشّعب فهل يكون للشّعب حرمة ؟