أقول للنّهضويين الذين التقيتهم في غرف التّحقيق والسّجون والزنزانات وقاسمتهم العذابات والآلام والجوع ومواقف الصّبر والصّمود والبطولة:
عندما تتحرّرون من عقدة الخوف من الإقصاء وفوبيا الاستئصال ستصبحون أقوياء قادرين فاعلين وعصيّين عن الإقصاء والاستئصال، كلّ هذا الجسم الممتد على طول جغرافيا البلد لا يمكن أن يستأصله إلّا الوهن الدّاخلي وضعف الأطر الدّيمقراطيّة التي تصنع الرّؤي والبرامج التي تستجيب لتطلّعات الشّعب.
يستثمرون في خوفكم لإدامة خضوعكم الدّاخلي والخارجي، أن تكونوا في الحكومة أو خارجها، في السّجون أو القبور أو القصور وقد مررتم بها جميعا فلن يغيّر ذلك من قوانين السّوسيولوجيا:
من تتوفّر فيه الشروط السّوسيولوجيّة للبقاء سيبقى ويستمرّ وينمو مهما كانت العراقيل.
انهزم الأخوان في مصر لا لقوّة الجيش وتدفّق الأموال وسند الخارج الإقليمي والدّولي فقط ولكن كذلك وأساسا لأنّهم عقل جامد وفكر جامد وخطاب جامد وتنظيم جامد وأداء سياسيّ جامد.
الحياة في الرّوح لا في الجسد، فكونوا روحا نابضة بالحياة المتجدّدة الحاملة لأشواق القاعدة الواسعة من مهمّشي ناخبيكم وعموم أفراد الشّعب، استوفت مرحلة تدوير الزّوايا وتوافقات الضّرورة أغراضها، وإن طالت أكثر ستحوّلكم إلى حزب انتهازيّ يقدّم شروط وجوده الآمن على أمن الشّعب الاقتصادي والاجتماعيّ …