كلّ موسم له تقليعة يثيرها اللاهثون وراء الإثارة للتشويش على الضّمير العام والأمن الرّوحي للتونسيين …
في موسم رمضان لا بدّ أن يخرج البعض ليثيروا قضية المجاهرة بالافطار ويصنعون سرديّة المظلومية وقصص تعقب المفطرين فيحرّكون بها الإعلام قليلا ثمّ يهمدون
في عيد الأضحى يأتي دور جماعة الرفق بالحيوان تأخذهم بالخروف الرّأفة فيستنكرون الذبح والسلخ والشّواء وهم في سائر أيّامهم لاحمون بل كانيباليّون يكادون يأكلون لحوم البشر
أما في موسم الحجّ فترتفع أصوات المشفقين على الفقراء الذي يعتبرون لقمة في فم جائع أفضل من ألف حجّة ويشنعون على أموال الحجّ ويدعون لإنفاقها على المحتاجين …
في نهاية الموسم يطلع علينا جماعة المولد بدعة لم يحتفل به الرّسول والعصيدة بدعة لم يأكلها الرّسول وينتشرون في الفضاء الافتراضي يشكّكون في عقائد النّاس وإيمانهم ويرمونهم بالشّرك والقبوريّة ومخالفة الشرائع والسّنن
وفي كلّ موسم تعاد الكرّة ولا ينقطع التونسيون عن التزام فضيلة الشهر المبارك وسنّة الأضحية و الشّوق للحجّ و الاحتفاء بمولد سيّد الخلق …
شعب يقاوم الدّخلاء على وجدانه وضميره ... شعب لازال يحافظ على حدّ من الحصانة رغم كلّ محاولات التّجميل و التشويش والاختراق والتخريب لشخصيته وهويته …