بعد أحمد مطر جاء دور ماري شيلي صاحبة رائعة فرانكشتاين المقتبسة عربيّا . وعلى عكس ما يظنّ غالبيّة المتابعين فإنّ فرانكشتاين ليس اسم الوحش بل اسم صانع الوحش وهو فيكتور فرانكشتاين بطل رواية ماري شيلي وهو طالب ذكيّ دفعه إحساسه بالحزن والكآبة إلى صنع مخلوق بثّ فيه الحياة لكن لخطأ ارتكبه تحوّل إلى وحش يترصّده للانتقام منه ...
واقتبس الرّوائيّ العراقي أحمد سعداوي نفس السرديّة في روايته " فرانكشتاين في بغداد" الحاصلة على بوكر 2014 حيث تحوّل وحش روايته المصنوع من بقايا جثث قتلى الحرب إلى منتقم وطالب ثأر ...
على غرار ذلك اقتبس الرّوائيّ التّونسي كمال الرّياحي صورة الوحش في كتابه فرانكشتاين تونس وهو مقالات رأي وتأمّلات تحلّل الواقع الذي جعل من اليأس والإحباط دافعا لخلق وحش ليس هو بالضّرورة شخصا بعينه بل هو خيار سياسيّ ضبابيّ يتّسم بالشّعبويّة واللّامعنى …
وقد احتفى بيت الرّواية في تونس سنة 2019 بفرانكشتاين باعتباره صورة رمزيّة وتخييلا روائيّا في ندوة علميّة حملت عنوان "فرانكشتاين في المدينة، أو الوحش في الآداب والفنون" وقدّمت فيها مداخلات قيّمة لجامعيين من بينها مداخلة المديرة الحاليّة لمعرض الكتاب عن رمزيّة الوحش في الأدب العالمي والفنون واحتفي فيها بفرنكشتاين العراقي من خلال استضافة الروائي العراقي أحمد سعداوي.
فرانكشتاين سرديّة أدبيّة روائيّة رمزيّة تخييليّة لتحليل الواقع وليس رواية سياسيّة ذات خلفيّات أيديولوجيّة مباشرة ... رواية فرانكشتاين بكلّ اقتباساتها تفسّر لنا كيف في لحظات انهيار وإحباط ويأس نصنع وحوشنا التي ترتدّ علينا وقد نذرناها لتكون ملائكتنا المنقذة ورمزا للطّهر والمعرفة والإعجاز الخارق …
أفرجوا عن فرنكشتاين تونس من وحشه الذي يلاحقه ويصادر كتبه في بلده .