كانت مجرّد عنصر دعاية فجّة في جوقة المناشدين والمناشدات زمن الاستبداد الغاشم ... لكنّ الثورة التي لم تؤمن بها يوما ولا بشهدائها مكّنتها من الحقوق السياسية والمدنية التي حرم منها أجيال من التونسيين والتونسيّات في العهد الدكتاتوري الذي كانت تتغنى به َوتردّد أهازيج المناشدة المبتذلة لرئيس حزبها …
أوصلتها ديمقراطيّة الثّورة إلى مجلس نوّاب الشعب لكنّها بحقدها على الثورة ودستورها وديمقراطيتها النّاشئة عمدت بشكل منهجيّ وتخطيط محكم إلى تعفين مناخات العمل البرلماني لتخريب البرلمان عبر تعطيل أعماله والتّشويش على أشغاله وشلّ دوره وترذيله وتقبيحه في عيون المواطنين حتّى أصبح كابوسا لديهم ظنّا منها أنّها ستقطف ثمار ما خطّطت له مع جوقتها البرلمانية
اليوم بعد كلّ ما اقترفته من جرائم في حقّ السّلطة التشريعية والمؤسّسات الدّستوريّة وبعد أن اكتشفت أنّها كانت تنضج ثمرة قطفها غيرها ولم يترك لها إلّا السّراب... بعد كلّ ذلك الخراب الذي صنعته والذي أنتج الانقلاب على الشرعيّة الدّستوريّة ها هي اليوم تحاول لبس قناع جديد وصنع عذريّة سياسيّة جديدة تتقمّص فيها دور زعيمة المعارضة المنافحة عن الديمقراطية والشرعيّة والدستور والقانون ومناهضة الحكم الفردي…
لكن هيهات ... ما تحاول القيام به ليس سوى دور سمج سخيف لا يتطابق مع ما اقترفته على امتداد السّنوات الماضية من جرائم في حقّ الدّيمقراطيّة بما يجعل منها زعيمة الخراب لا المعارضة الوطنيّة المناهضة للانحراف بالسّلطة…
هي شريكة أساسيّة، بل فاعل رئيسيّ في كلّ هذا المشهد البائس الذي يعيشه البلد ولن ينطلي على الأذكياء محاولاتها المحمومة استعادة المبادرة والصّدارة رغم كلّ المحاولات البهلوانيّة الممسرحة لشدّ الرأي العامّ وإقناعه بزعامة متورّمة لكن خاوية…