الفنّانون الذين نقدوا الوضع زمن العشريّة "الكحلة" ثمّ يعيدون نقدها اليوم يجترّون أنفسهم ويكرّرون أعمالهم. والفنّانون الذين لم ينقدوها فترة حكمها وتذكروا الآن، إمّا أنّهم لم يجرؤوا وقتها، أو أفاقوا متأخّرا جدّاااا.
أمّا الفنّانون الذين مدحوها سابقا وتزلّفوا لها، ثمّ أصبحوا يشنّعون بها اليوم حقّا وباطلا فهؤلاء من الصنف الذي يميح مع المائحين ولا يشرّف الفنّ والفنّانين …
لا يعجبني ما يقدّمه من إسفاف، بل استقذره أحيانا ولا أرى له علاقة بالفنّ حتّى وإن كان على نمط النصّ العاري للسّتاند آب الجريء ...
لكن مع ذلك أعتبر إسناد وظيفة النّقد الفني والرقابة والحكم على الأعمال الفنية لقوات الأمن ضربا من الجنون والسريالية في بلد التقاليد المسرحيّة العريقة ...
فما بالك عندما تتجسّد الرّقابة من خلال اقتحام خشبة المسرح من طرف الأمنيين في ما يشبه العرض التكميلي لأكثر مشاهد الستاند آب واقعيّة وكشفا لتشوهات اللحظة الرّاهنة وبؤسها ...
الرّافضون للإسفاف الذي يعرضه هذا " الفنّان " وهو محقّون في ذلك يجب أن يرفضوا بنفس القدر وأكثر ما هو أخطر منه وهو إلحاق دور الرقابة والحكم على الأعمال الفنيّة وحماية الذوق العامّ بالمصالح الأمنية...
مقاومة الإسفاف والبذاءة مقدور عليها أمّا القمع إذا تمكّن فهو مؤشّر على العودة لبولسة الحياة العامّة …