ثلاثة مواقف تعكس حالة التخبّط لدى من يطلقون على أنفسهم التيّار الحداثي الوسطي الدّيمقراطي الاجتماعي ...
* موقف أوّل لمنظّمة عريقة يفترض أنّ مرجعيّتها حقوقيّة تنخرط في حملة الهرسلة التي يتعرّض لها القضاء على خلفيّة ممارسة مهامّه طيق القانون تجاه من ارتكبوا العنف بحقّ نائب شعب مهما كان الموقف من قناعاته السياسيّة حيث وصل الأمر بأحد قياديي المنظّمة التي ارتكب منظوروها العنف " الخفيف " بزعمهم إلى حدّ إعطاء القضاء مهلة لإطلاق سراح المتّهمين في سابقة تشبه سلوك عصابات المافيا لم تحدث منذ نشأة دولة الاستقلال ...
*بيان ثان لنفس المنظّمة يعتبر إنشاء مؤسّسة للزّكاة لأداء الخدمات للعائلات المعوزة والفقيرة تكريسا للطائفيّة والعشائريّة والفوارق الاجتماعيّة ... وإهدارا للكرامة البشريّة وإذلالا للمواطن وتعريضه لصنوف الإهانة ... وهي كلّها مواقف أيديولوجيّة وثوقيّة لا تعبّر عن أيّ مضمون خاضع للتقييم الموضوعي ... خاصّة وأنّها تتعلّق بقاعدة من قواعد الإسلام الخمسة في معتقد عموم الشعب التّونسي مهما اختلفنا في طرق تنظيمها …
* موقف ثالث لهيئة يفترض أن تدافع عن شرف الكلمة الحرّة دون تحيّز أو كيل بمكيالين لكنّها أبت إلّا أن تقف موقف الانحياز الصّريح الواضح لكلّ متابع للتغطية على ما أتاه أحد منظوريها من انتهاك لكرامة مجموعة سياسيّة مهما كان الموقف من أفكارها وأدائها السياسي في سلوك قطاعويّ فجّ مناف لشرف المهنة وأخلاقيّاتها.
هذه المواقف وغيرها تضعف أخلاقيّا من ينسبون أنفسهم إلى التيّار الحداثي أمام المتابعين المحايدين للشّأن العامّ وتقوّي التيّار المحافظ ويمده بالشرعيّة والأنصار المتحمّسين ... فهل التيّار الحداثي دون وعي منه في خدمة التيّار المحافظ؟