وضع حدّ لاحتكار النّطق باسم الشّعب الذي يريد واستثمار سرديّة نبض الشّعب والشرعيّة الشعبيّة التي وقع توظيفها لإضفاء مشروعيّة زائفة على الانقلاب على دستور البلد والمنظومة الدّيمقراطيّة حتّى أنّ بعض بهلوانات القانون أصبحوا يتحدّثون عن تفويض شعبيّ ... هذا كذلك جزء من نبض الشّعب والشرعيّة الشعبيّة ...
المغالبة بمنطق نبض بنبض و شارع بشارع يفتح الباب للشارع الذي لا تردّ إرادته … الشّارع الذي لا يعنيه جدل الحكّام والطبقة السياسيّة ونخبها … شارع الجائعين والمستضعفين الذي إذا تحرّك لن يبق ولن يذر ولن يميّز بين رئاسات ثلاث وسلط وأحزاب ومؤسسات … لأنّ جميعها تتراقص على جوعه وآلامه …
على الرّئيس أن يعلم أنّه ليس نبيّا مصطفى ولا مهديّا مجتبى ولا مسيحا مخلّصا ليحمل الصّليب على ظهره … هو رئيس له صلاحيات يحدّدها الدّستور وعلى أساسها انتخب ومن صلاحياته عند الخطر الدّاهم الحفاظ على وحدة البلد والسّلم الأهلي … لذلك لا بديل عن حوار بين كافّة مكوّنات المنظومة الوطنيّة التي تعبّر عن الإرادة الشعبيّة لضبط خريطة للخروج من الأزمة وتقاسم الأعباء …
غير ذلك هو تواصل لنسق الغموض الذي يكتنفه البلد وسيفتح الباب للمجهول.