الزّواج العرفيّ أو الزّواج على العرف الجاري هو زواج على الصّيغ المشهورة والمشروعة في عصرها والجاري بها العمل في زمن كان فيه الزّواج بين فئات شديدة القرابة سواء في النّسب أو السّكن ولم يكن هناك حاجة لتوثيق العقد، بل لم يكن هناك من الأساس إدارة مركزيّة للتّوثيق تعمّ كلّ المناطق والأرياف والقبائل المرتحلة لتسجيل الزّيجات في دفاتر الدّولة فكان توثيق العقد لفظيّا أمام جمع من العائلة المضيّقة أو العرش والقبيلة أو لدى عدول الإشهاد في مراكز المدن ...
كان هذا هو العرف الجاري به العمل حيث لم يكن التوثيق شرطا في صحّة عقد الزّواج، ولكن عند حدوث نزاع يقع الاستناد إلى شهادة من شهد العقد واستحلافه بالأيمان المغلّظة ...
تطوّر العمران وتفرّق السكّان وتطوّرت الدّول وإداراتها واصبح توثيق العقد شرطا لانتفاء شبهة المعاشرة خارج إطار الزّواج باعتباره مؤسّسة منظّمة بقوانين وأحكام هي خلاصة المرجعيّة الفقهيّة الدّينيّة والقانونيّة الوضعيّة …
لذلك أصبح العرفيّ المتعارف عليه أو العرف الجاري به العمل في زماننا هو التّوثيق الذي يجعل العلاقة مشروعة ويضمن الحقوق المعنويّة والماديّة لجميع أطراف العلاقة المباشرين وغير المباشرين ...
ما يطلق عليه اليوم زواج عرفيّ هو في نظر القانون زواج على غير الصّيغ القانونيّة وفي نظر الشّرع الحنيف علاقة لا تنتفي معها شبهة الزّنا لدى السّلطات العموميّة ولدى المجتمع، حتّى لو رضي بها الطّرفان وقرابتهما ... وفيه تضييع للحقوق وفتح الباب للزّنى والتّغرير بالنّساء تحت غطاء الدّين …
إثارة المسالة في عمل دراميّ بذلك السّيناريو المتهافت، حتّى لو كان المقصود منه النّقد والتّشنيع هو نوع من تزييف المفاهيم والمصطلحات فضلا عن إرباك المشاهد بحبكة مسقطة على الواقع …
زد على ذلك تناقض المرجعيّات القانونيّة نفسها التي لا تجرّم العلاقات الرّضائيّة خارج إطار الزّواج بين الرّاشدين إذا لم يكن وراء قصد خنائيّ ... كما لا يجرّم القانون الخيانة الزوجيّة ولا تثار الدّعوى العموميّة حول الخيانة الزّوجيّة إلّا إذا أثارها صاحب الحقّ الشّخصي " الزّوج أو الزّوجة " ... بينما يثار الجدل حول ما يسمّى بالزّواج العرفي وليس عرفيّا ولا جاريا به العمل ... فأيّهما يعتبر ظاهرة اجتماعيّة جديرة بتسليط الضّوء عليها ؟
هي دراما الكليشيات والإثارة المفتعلة … قولوا زنا مقنّعا بتوظيف فهم محرّف للدّين ولا تقولوا زواجا عرفيّا وليكن تشنيعكم به بنفس حجم التّشنيع بالزّنا من باب الصّدق والانسجام وعدم الكيل بمكيالين …