ماضي اليسار وحاضره ومستقبله بيده لا بيد غيره ... هو المسؤول عمّا يفعل ويفكّر ... وهو المسؤول عن بداياته وراهنه ونهاياته ... ولا يتحمّل غيره المسؤوليّة عن ذلك ... لا يسعدنا انقضاء عهد اليسار الإنساني في العالم فهو الصّوت المرتفع لعولمة الحريّة والعدالة والكرامة الإنسانيّة …
ولكن يسعدنا نهاية يسار السّلطة الذي كان رافعة للاستبداد في هذا البلد ... قوائم أسمائهم بالمئات ... ليسوا حالات فرديّة بل خيارات وأحزاب وفصائل وبرامج ورؤى ... وتحزننا نهاية الشّرفاء يسارا ويمينا ... عبارة أخر الشّرفاء تعني إقرارا بأنّه كان هناك شرفاء في زمن مّا ... وهو آخرهم ...
ليس بالضّرورة بشخصه ورقمه بل بما مثّله من قدرة على التجرّد والتّمييز بين نوازع الأيديولوجيا التي لم يتفصّى منها واستحقاقات الدّيمقراطيّة التي لم يقايض بها كما قايض الأغلبيّة من اليسار الذي قبل أن يكون جزء من منظومة الاستبداد قبل الثّورة ومن منظومة تعطيل الانتقال الدّيمقراطي بعد الثّورة بدعوى أولويّة الأيديولوجي على الدّيمقراطيّ الذي يُفرِز من ليسوا على قياس الأيديولوجي …
نعم جلبار كان من هؤلاء وهم قلّة في هذ البلد ... كان غريبا وهو يواجه جميع رفاقه وهم يسوّقون لهذه الأولويّات المشوّهة المشبوهة التي تضحّي بالدّيمقراطيّة لأنّ الخصم أكبر مستفيد منها ... حيث تبدأ الدّيمقراطيّة عندما نقضي على الخصم ونخلي منه السّاحة ونطهّرها لتصفو للدّيمقراطيين المفترضين …
نتمنّى أن يعبّر اليسار المتخيّل في نصّ صديقي خالد عن نفسه ورؤاه ونقده الذّاتي ومراجعاته وبرامجه وتحالفاته لنراه ونرى يساريّته الكونيّة …
لا فرق بين العنف اللفظي الذي تناول به صديقي خالد العبارة المجازيّة أو الحقيقيّة في تدوينتي وبين من نصوص أخرى من الضفّة الأخرى مارست نفس العنف في توصيف عبارة " انتقل إلى رحمة الله " : يسار متشنّج ويمين عبوس.