علق رئيس حركة النّهضة في تصريح إعلامي اليوم لإحدى الإذاعات جوابا عن حقيقة وجود أصوات مناشدة لاستمرار ترؤسه للحركة، قائلا:
” لا النهضة حزب التجمع ولا أنا زين العابدين بن علي” مضيفا ” لا مكان في حركة النهضة لهذه المفاهيم العبيطة” فالمناشدة دفنت مع بن علي "
مضمون ثوريّ وإن كان متأخّرا " بعد نصف قرن من ترؤّس حركته تخلّلتها رئاسات مستقطعة قصيرة العمر " لذلك نتمنّى أن يلتزم رئيس النّهضة بما صرّح به ليرسّخ تقاليد جديدة في حركات سياسيّة كبرى يمينا ويسارا لا يترّجل فيها الرّؤساء من موقع الرّئاسة إلّا بعد وفاتهم أو عجزهم.
كان رئيس النّهضة من بين القلّة القليلة من الرّموز الحركيّة الإسلاميّة التي نظّرت للدّيمقراطيّة الإسلاميّة وأصلّت للتّداول على الرّئاسة بينما كانت حركات إسلاميّة أخرى لا تزال مرتهنة إلى ثقافة البيعة وطاعة الامير والشّورى المعلمة غير الملزمة، لكنّه من الكثرة الذين بقوا ثابتين في موقعهم على رئاسة حزبه العابر للأجيال والأزمنة والأمكنة والمحن حتّى تخال أن هذا الحزب ليس له بعد رئيسه إلّا الخواء والعقم.
نرجو أن لا نسمع تلك العبارات الممجوجة البائسة من قبيل "المؤتمر سيّد نفسه" والقواعد هي التي تقرّر حتّى إن كان في ذلك انتهاك للقانون، نرجو أن يتطابق الاسم مع المسمّى والدالّ مع المدلول والظّاهر مع الباطن والمقروء مع المنظور في شخص رئيس هذا الحزب الذي لا يزال يحافظ على قاعدة صلبة بقيت متمسّكة ببقايا وفاء وثقة يمكن أن يعصف بها الانقلاب على القانون والمفاهيم العبيطة.