قد يكون هناك تجاوز قانونيّ في تواصل إيقافه، وقد تكون الشّبهات المتعلّقة بإيقافه واهية ، في كلّ الحالات فالقضاء وحده هو الفيصل في حسم ذلك ... وفي كلّ الحالات كذلك ليس بأيّ وجه من الوجوه سجينا سياسيّا ... بل وصلت كتلته إلى البرلمان في إطار خرق قانونيّ استفاد من توازنات مختلّة على حساب القانون واستفاد من عدم الإمضاء الرّئاسي المشبوه على قانون صادق عليه البرلمان، علما أنّ عددا من الذين يشنّعون اليوم على هذه الكتلة رفضوا المصادقة على تعديل القانون الانتخابي بدعوى أنّه في مصلحة حزب بعينه …
استفاد هذا الحزب الذي تأسّس بطريقة فهلويّة من قناة تمارس الدّعاية اليوميّة ليلا نهارا صباحا مساء ويوم الأحد، ومن جمعيّة خيريّة سخّرت كلّ طاقاتها ومواردها لتوظيف حاجات النّاس واستغلالها انتخابيّا وسياسيّا في تحدّ صارخ للقيم الأخلاقيّة والإنسانيّة وعبث بتكافؤ الفرص والمساواة بين الفاعلين والمترشّحين ...
وتصعد كتلة التّوظيف الإعلامي والخيري الحصري لتكون ثاني كتلة برلمانيّة وتصبح محلّ تجاذب بين الجميع سواء من تحالفوا معها أو ناصبوها العداء ... تحالفات وعداء تكتيكيّ سياسويّ عرضيّ مفتوح على كلّ الانتظارات والتقلّبات ...
كتلة وضعتها السياقات السياسيّة الهجينة الملتبسة في موقع محدّد، لذلك تكتسي وضعيّة رئيس حزب هذه الكتلة أهميّة سياسيّة بالغة تتجاوز البعد القضائيّ ، حيث يعتبر حلفاؤه وخصومه على حدّ سواء أنّ سراحه سيقلب المعادلة لصالح حلفائه وضدّ خصومه ...
وفي كلّ الأحوال ومهما كان البعد السياسيّ لوضعيّة هذا الرّجل التي اقتضتها السياقات الرّاهنة فلا علاقة لذلك بملفّه القضائيّ ولا يمكن أن يكون سجينا سياسيّا والادّعاء أنّه سجين سياسيّ والضّغط على القضاء تحت هذا العنوان ضرب من التّزييف والتّزوير .
بعض المناضلين والمساجين السياسيين القدامى الذين اعتصموا قبالة مكتب حاكم التّحقيق للمطالبة بإطلاق سراحه تحمّلوا مسؤوليّتكم وقولوا أنّكم تعتصمون لمساندة حليف سياسيّ، ولكن لا تقولوا هو سجين سياسيّ فتسيؤوا لأنفسكم وللنّضال السّياسي في هذا البلد …