ليس لي أمل كاذب في وجود نية صادقة لبعث إعلام وطني نزيه ومهني سواء عند رافضي التعديل المقترح أو مناصريه لأن التجربة أثبتت لي أن لا شيء بذل مثلا من أجل إصلاح الإعلام العام لدى الخائفين على القطاع من معارضي التعديل كما أثبتت أن لا شيء بذل من الجهة المقابلة من أجل بعث مشروع إعلامي قوي وطني ونزيه ومهني،
لذا فأفق انتظاري مما يجري من جدل محدود جدا بل منعدم فحتى الانتخاب الذي أدافع عنه سيكون من البرلمان الذي يخضع للوبيات ولا أطمع في فهمهم أصلا لمشاكل القطاع لكني أفضل الانتخاب على التعيين فربما ترشح للمهمة من هو جدير بها وعمي عنه أصحاب النفوذ واختاره البرلمان وفتح ثغرة في جدار الهيمنة الفاسدة على القطاع.
بعض المشتغلين في الصحافة والمنتسبين لها يمارسون الشعوذة للدفاع عن القطاع فيقولون مثلا إن مقترحي التعديل يعملون بالوكالة لفائدة جهات معينة مثل القروي او غيره وينسون أنهم وقفوا مثلا مع القروي ضد حكومة الجبالي ومع الفهري أيضا وأنهم الآن يقفون مع مؤسسات بعينها فهل الحلال لهم والحرام على غيرهم وأنهم أكلوا المعدنوس بعشرين دينارا نكاية في خصم سياسي.
من المهم أن لا يطرح أنصار تعديل المرسوم 116 موضوع التشغيل لأن الاستثمار في الصحافة محدود في كل الحالات فلا يوجد كثير مؤهل لأن يكون صحفيا أو مصورا ويمكن في نهاية المطاف بشيء من الإحصاء معرفة العدد الممكن للتوظيف حتى بعد عشرين سنة لذا فهذا الجانب غالط في الدفاع عن التعديل فالقطاع ليس سوقا للبيع والشراء و إنما أوتي الاعلام الحالي من هذا النمط من التفكير فجل العاملين فيه مرتزقة لا دخل لهم بالصحافة.
الصحفيون الذين يدافعون عن الترخيص هل بإمكانهم مدنا بمبررات مقنعة عن علاقة الترخيص بتحسين أوضاع الصحافة في بلدنا مثلا فصل التحرير عن الإدارة وتجنب التشغيل الهش وعدم امتهان كرامة الصحفي مثلما نشاهد في القنوات المهيمنة على المشهد الحالي.
رفع الترخيص لا يعني انفجار آلي في المشهد الإعلامي وانبثاق قنوات كالفطر فبعث قناة ليس فتح كشك لبيع السجائر حتى وإن توهم البعض ذلك أو فعلوه نكاية أو وجدوا دعما من هنا وهناك فلا يضمن الديمومة في المشهد إلا من توفر على قاعدة لوجستية مهمة ماديا وتحريريا صحفيين أكفاء وتجهيزات متطورة وتمويل ضامن للاستمرار وللمعترضين ببقاء القنوات الحالية أقول تلك دكاكين اجرام وجب على الدولة محاسبتهم وعلى كل صحفي محترم أن يستحي من الدفاع عنهم حتى وإن أجبرته الظروف للعمل معهم.
الانتخاب أفضل من التعيين رغم كل الشوائب.