خلاصة المشهد دون "تغطية عين الشّمس بالغربال" أنّ رئيس الحكومة ضيّع على نفسه وعلى البلد فرصة تاريخيّة نادرة لتحقيق نجاحات كان قادرا عليها ضمن فريقه الحكومي المميّز ...
فشل في الفصل بين منافعه الماديّة المباشرة ومنافع معنويّة كبيرة كان سيجنيها في ظلّ نجاحات كانت ممكنة، مع إمكان استعادة نشاطه الرّبحيّ برصيد نجاح معنويّ وتقدير شعبيّ بعد نهاية مهمّته …
لم يستطع الصّبر على الرّبح المادّي لسنوات قليلة كأيّ تاجر وصاحب رأس مال ... ربّما تصوّر أنّه بإمكانه الجمع بين مصالح متضاربة أو إخفاء تضارب المصالح أو التغطية عليه وتبريره بتأويلات قانونيّة سقيمة...
كان بإمكانه أن يعلن عن ذلك منذ البداية كدليل على حسن النّوايا والشفافيّة وعرض وضعه على ذمّة ما يقتضيه القانون من إجراءات دون أن يضع نفسه في وضع شبهة واتّهام بالفساد، خاصّة وأنّه حمل لواء مكافحة الفساد مثل فارس نبيل …
في الحكومة وزراء شرفاء وطنيّون أكفّاء جنى عليهم وعلى نفسه سوء تصرّف رئيس الفريق وعدم شفافيّته في بلد يبني قوانين الشفافيّة ومؤسّسات الحوكمة والرّقابة والمحاسبة كمن يفتكّ اللقمة من أفواه الوحوش ...
لم نستطع أن نحتفي بنجاحات الأطبّاء وتضحيات الإطارات الصحيّة على وباء لا زال العالم يرزح تحت ضرباته ... فسرعان ما اكتشفنا أنّ رئيس الفريق لم يستطع التّضحية بمنافع قليلة من أجل مكاسب تعمّ كامل الشّعب ...
نعم لقد استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير كما استبدل بنو إسرائيل الثّوم والبصل والقثّاء بالمنّ والسّلوى.