ما صدر عن منشِّطين معروفين من تقارُرٍ على استعمال موقعهم في الإعلام لانتهاك أعراض نساء والتحرّش بهنّ يرتقي إلى مستوى الوفاق الإجرامي لإلحاق الضّرر بالغير في سمعتهم ورزقهم عمدا وعن سابقيّة إضمار وترصّد …
هؤلاء الذين يحجّ إليهم الطبقة السياسيّة والنّخب الفكريّة من كلّ حدب وصوب ويستأمنهم النّاس على قضاياهم الحميميّة وأسرارهم العائليّة ... هؤلاء الذين يوجّهون ويصنعون رأيا عامّا ويؤثّرون ويستأثرون بنسب المشاهدة العالية في أوقات الذّروة حيث يديرون برامج بالغة الحساسيّة جعلت منهم سلطة إعلاميّة يصدر عنهم أرذل ما يمكن أن يُتَصوّر من أعمال لا تليق بالرّجولة ولا بالقيم الأخلاقيّة والإنسانيّة كأنّهم عصابة في غابة لا رقيب عليها ولا حسيب .
مخجل حقيقة كيف استمدّوا تلك السّلطة وتلك الهالة وتلك الوجاهة التي استثمروها في قذف المحصنات والتّآمر عليهنّ في أشبه ما يكون بالاغتيال الرّمزي ...
عندما عبّرت عن موقف ضمنيّ عن أحد البرامج دون الإشارة إليه أو لصاحبه فتلقّيت منه رسالة تعكس نفسيّة مريضة مشوّهة ... قال لي بعض المقرّبين لماذا لا تقاضيه ؟ أجبته إذا لم تؤثّر عليه التّعاليق المساندة لشخصي وتدفعه لمراجعة سلوكه المشين ستكون سقطته القادمة مدوّية ... وقد كانت مدوّية في كشفها لما ينطوي عليه بعض الإلام من خور وخمج ولوبيات فساد وشبكات انتهاك للأعراض …
بمثل هذا السّلوك أصبح لعبارة إعلام العار ما يبرّرها وعلى كلّ الإعلاميين الشّرفاء التبرّؤ من هذا الانحراف بالمهنة وتحويل وجهتها إلى متاهات السّقوط والانحدار.