ماذا كنّا ننتظر من رئيس الدّولة بمقتضى سلطته المعنويّة وباعتباره حاميا للدّستور وضامنا للأمن القومي ووحدة البلد:
دعوة رجال الأعمال وأثرياء البلد إلى القيام بالتزاماتهم الأخلاقيّة تجاه البلد في أزمته خاصّة الذين تمتّعوا برسملة مؤسساتهم وتعويض خسائرهم من المال العامّ ومن استفادوا من المنظومة القديمة ولم يسدوا ما عليهم من استحقاقات …
دعوة الحكومة والمؤسّسة التّشريعيّة للالتزام بإجراءات عاجلة لدعم ضعاف الحال والفئات المهمّشة التي ستتضرّ من من تبعات الحجر الجماعي بتعطيل أنشطتهم الهشّة وقطع أرزاقهم وتقديم مشروع قانون في ذلك
دعوة البنوك إلى تأجيل دفع أقساط الدّيون للموظّفين وضعاف الحال من أصحاب المشاريع الصّغري والتّخفيف من الضّرائب على الدّين والقيمة المضافة والتي ارتفعت منذ أشهر بهبوط قيمة الدّينار ...
دعوة الدّول المانحة وصناديق الإقراض لإعادة جدولة ديون البلد أو تحويلها إلى استثمارات حتّى تتحرّك عجلة التنمية في البلد ويتجاوز أزمته.
كنّا ننتظر رسائل طمأنة بخصوص انسجام السّلط وتكاملها تبدّد ما بدأ يتسرّب من قلق بهذا الشّأن وتعطي الثّقة في الدّولة ووحدتها وتكامل مؤسّساتها.
كنّا ننتظر بيانا من رئيس الدّولة وهو محاط برئيس الحكومة ورئيس البرلمان رسالة وئام ووحدة وتضامن وقوّة للشّعب.
أمّا الخطاب فكان يفترض أن يكون أقلّ رسميّة وأقرب للهجة عموم النّاس وروح الشّعب الباحث في هذه الفترة العصيبة عن دفء العبارة وبساطة الكلمة وصدق العاطفة والدّعم النّفسي.
السّياسيّ النّاجح هو الذي يتقن فنّ صناعة الخطاب، والخيال الذكيّ الذي يبدع الحلول التي تغيّر الواقع، ومن لديه التجرّد والرّوح الوطنيّة التي تجمع الفرقاء وأبناء الوطن وقت الأزمات والتحدّيات …
هذا الشّعب موعود باليتم أو الآباء المزيّفين … لعلّ الحلّ في الجموع والشّعب يريد … كما أراد لحظة أراد وعبّر عن إرادته قبل تحويل وجهة هذا الإعلان عن مولد إرادة الشّعب.
حظر التجوّل يعني تضاعف الاكتظاظ في المحطّات ووسائل النّقل والطّرقات وعلى أبواب المرافق العموميّة والمؤسّسات والمنشآت … ولن ينسحب على سمّار الليالي الذين سيهرولون إلى النزل وملاهيها الليليّة …
ولعلّ بعضهم من المتهرّبين من الحجر الصحّي. قرار مرتجل يفتقد لدراسة مآلاته ونتائجه التي قد تكون لا قدّر الله عكسيّة …