إلى عائلتي وأهلي وأصحابي وأحبابي وإخواني وكلّ أبناء شعبنا الذين يستعدّون للحجر الصحّي ... لا تنشغلوا كثيرا بترصّد عدد الإصابات وتتبّع انتشار رقعة الوباء ... التزموا بتوصيات حكومة اخترتموها بإرادتكم الحرّة ... واصنعوا عالمكم الباهر داخل فضاء الحجر …
لا يخفى على أحد أنّ غالب شعبنا يعيش ظروفا سكنيّة صعبة لا تحتمل الحجر والحصر لمن لم يتعوّد الحجز والعزل ... لكن هي فرصة للمراجعة والمصالحة مع الذّات والأقرباء وتجديد العلاقة معهم ...
تجربة صعبة ستضيق فيها النّفوس ببعضها البعض ويكثر النّقر والهمز واللمز ولكن هي فرصة لاختبار مهارة كظم الغيظ وتصريف شحنة التوتّر والقلق والتنازل من أجل السّلم العائليّ في حجر قد يتحوّل إلى سجن مضيّق مدمّر للأعصاب ...
هي فرصة لفتح جسور المحبّة والتّضامن والتّعاون والإيثار والتّصافي ... هي رياضة روحيّة ودربة نفسيّة وذهنيّة لا يجب التّشويش عليها بفوبيا الكورونا وضغطها النّفسي ... فحياتنا بيد خالقنا ولكلّ أجل كتاب :
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ الأعراف 34
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ... النّساء 78 …
قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ … آل عمران 154
أطال الله أعمار الجميع في صحّة وعافية وأمن وسلام ورضى من الله.