"تو ياكلك الدّود يا ..."
ما يحدث في قناة التّاسعة الآن جريمة أخلاقيّة ومهنيّة كبرى لا يمكن السّكوت عليها، إظهار صورة مشمول بالحجر الصحّي دون موافقته في انتهاك صارخ لحرمته ولحقّه في حماية معطياته الشخصيّة، وعند احتجاجه تغادر المراسلة موجّهة له الحديث "تو ياكلك الدّود يا خامج "، مع إصرار المنشّط العابث على مواصلة مشهد الانتهاك، أيّ صفاقة وأيّ انحدار أخلاقي وإنساني، أوقفوا هذا البرنامج المخالف لأبسط معايير الأخلاق المهنيّة، هل الهايكا مستقيلة من استراتيجيا مجابهة الوباء؟
جزء من الإعلام لم يتخلّ عن عاداته " الحميدة " في إرباك الرّأي العامّ وإضعاف الجبهة الدّاخليّة في فترة حرب ضدّ وباء يدقّ فيها الموت الجماعيّ جميع الأبواب دون استئذان ودون أن يفرّق بين ضحاياه في أيّ موقع أو مجال كانوا، فترة يحتاج فيها البلد إلى أقصى درجات الوحدة الوطنيّة لمجابهة الخطر،
لكن يبدو أنّ هذا الإعلام الذي خذل البلد في كلّ أزماته وآثر الحسابات الضيّقة على المصلحة الوطنيّة لم يتهيّب اللحظة التّاريخيّة وواصل في نفس نهج التخذيل واستهداف العزائم وإثارة البلبلة في أذهان المواطنين.
يبدو أن غرفة العمليّات تحرّكت، والحجر الصحّي يحتاج أن نعزّزه بحجر شرف المهنة والحسّ الوطني لنحصّن عقول المواطنين من القصف وهم في عزلتهم لمحاصرة العدوى وتفشّي الوباء، بينما الإعلام الوبائيّ يعبث بالرّأي العامّ وبالأمن القومي.