ردود هستيريّة حانقة تدين تعيين مستشارَيْن لرئيس الحكومة، فقط لأنّهما من حزب النّهضة، دون التحرّج من تعيين مستشارين آخرين محسوبين على اليسار الماركسي أو التجمّع المنحلّ،
كيل بمكيالين وتنفيس عن مكبوت الحقد السياسي الذي لا يزال يقود بعض النّخب التي لم تتأقلم بعد مع ديمقراطيّة لا تقصي أحدًا.
لديّ عديد الأسئلة والتحفّظات والانتقادات لأداء حزب النّهضة ورئيسه ومؤسساته وهياكله وإدارته للشّأن العامّ ... لكن هذا لا يمنع من القبول بقواعد اللعبة الجادّة للدّيمقراطيّة ومقتضياتها.
هؤلاء الحانقون الغاضبون يجب أن يروّضوا أنفسهم على الدّيمقراطيّة ويتخلّصوا من العقليّة التمييزيّة البغيضة التي لا تزال تقودهم رغم كلّ التغييرات التي حصلت في البلد، تعوّدوا على الاتّكاء على السّلطة الحاكمة لإقصاء خصومهم ليتمتّعوا هم وحدهم بريع الحكم،
اليوم يجب أن يجتهدوا للاعتماد على أنفسهم والتعريف بأفكارهم واختبارها أمام التّفويض الشّعبي ليكونوا شركاء في الحكم أو منفردين به إن خصّتهم الصّناديق بذلك.
أمّا هذه الرّدود الانفعاليّة المقزّزة كلّما وقع تعيين من هذا اللون السياسيّ فلا تعبّر إلّا عن بؤس أصحابها وضيق أفقهم الدّيمقراطي وقلّة حيلتهم ولن تزيد إلّا من تمكّن التيّار الأكثر محافظة الذي يتغذّى من دعاوى الإقصاء والتمييز.
يجب أن يتعوّدوا على رؤية خصومهم اللدودين في المواقع التي يؤهّلهم إليها رصيدهم الانتخابي والتوازنات السياسيّة وأن ينتقدوا أداءهم ويشهّروا بأخطائهم ويحتجّوا عليها بقطع النّظر عن انتمائهم،
هكذا يكونوا ديمقراطيين حقّا ويسهموا في حماية الدّيمقراطيّة.