ساندت النّهضة رئيس الحكومة وثبّتته في موقعه على رأس السلطة التنفيذيّة وتحمّلت ولا تزال ما يمكن أن ينجرّ عن خيارها من تبعات حيث لا تزال مؤسّسة الرّئاسة تمارس لعبة الشدّ والجذب وتلعب أوراق الضّغط والهرسلة وسياسة الأرض المحروقة لتدمير الحزب الذي خرج من بيت الطّاعة ليسند "الإبن الضالّ" الذي أريد له أن يكون "محلّلا" فقرّر أن يدخل بكلّ المنظومة .
ورغم ما أحيط به من دعم لم يكن في مستوى انتظارات ضحايا منظومة الاستبداد حيث لم يف بالتزاماته المحمولة عليه دستورا و قانونا تجاه مسار العدالة الانتقاليّة وتمنّع ولا يزال عن التّفاعل الإيجابيّ مع مخرجات عمل الهيئة ولم يأمر بنشر أيّ وثيقة من وثائقها كما ينصّ على ذلك القانون ممّا يمكن أن يعكس موقفا معاديا للمسار برمّته .
لم يعد هناك الكثير من الوقت أمام رئيس الحكومة ليعبّر عن حسن نواياه تجاه العدالة الانتقاليّة وتوصيات الهيئة التي لم يتسلّم بعد تقريرها النّهائيّ.