خطأ رئاسي جسيم وخلط بين مؤتمر باندونغ لحركة عدم الانحياز سنة 1955 والاحتفالات العربيَّة بالجلاء العسكري عن ثغور بنزرت ورمادة سنة 1963 بحضور الرُّؤساء عبد النَّاصر وبن بلَّة إلى جانب الزَّعيم الحبيب بورقيبة..
لا خير لا في المستشارين الدِّيبلوماسيِّين المبتدئين الهواة في رئاسة الجمهوريَّة ولا في مسؤول الإعلام الالكتروني المبتدئ في القصر الرِّئاسي ولا في وزير التَّدابير الاستثنائيَّة للخارجيَّة لتصحيح المعلومات الخاطئة وتشويش الخلط الخطير في ذهن رئيس الجمهوريَّة.. هذا على مستوى الشَّكل أوَّلا..
أمَّا على مستوى المضمون ثانيا: فثوابت الديبلوماسية التُّونسيَّة لا تنحصر في عدم الانحياز وبل هو مكوِّن رئيسي وغير وحيد من مكوِّنات ديبلوماسيَّتنا الَّتي أرساها الزَّعيم الرَّاحل الحبيب بورقيبة وإسهام رجال بررة على رأسهم سيدي عبد العزيز الثّعالبي مؤسِّس الحزب الحر الدُّستوري التُّونسي وسيدي محمدَّ علي الشّريف ممثِّل الحركة الوطنيَّة بروما وبمكتب المغرب العربي بالقاهرة وسيدي المنجي سليم وزير الخارجيَّة ورئيس الجمعيَّة العامَّة للأُمم المتَّحدة..
على مستوى وجاهة الحديث ثالثا: ما هو مبرِّر استعادة مبادئ حركة عدم الانحياز اليوم 11 ماي 2022 والعالم من شماله وجنوبه وغبره ورقه يدين بأشد العبارات اغتيال الصّحفيَّة الفلسطينيَّة شيرين أبو عاقلة شهيدة الكلمة على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي الغاشم في مدخل مخيَّم جنين على مقربة من القُدس الشَّريف المحتل..
وعلى مستوى الانسجام رابعا: أين كانت مبادئ عدم الانحياز عندما أرسل رئيس الجمهوريَّة القاعد الأعلى للقُوَّات المُسلَّحة التُّونسيَّة وزيره للتَّدابير الاستثنائيَّة للدِّفاع ليشارك جنبا إلى جنبا مع ممثِّل عن الدَّولة العبريَّة القائمة بالاحتلال في مؤتمر دولي بقيادة الولايات المُتَّحدة الأمريكيَّة لتحشيد الدَّعم العسكري حول حلف الأطلسي (النَّاتو) لمجابهة روسيا بعد غزوها لأكرانيا، وانتهاك سيادتها ،وسلامة أراضيها ،ومواطنيها؟؟؟
إذا كان ذهن رئيس الجمهوريَّة مشوَّشا لهاته الدَّرجة وهو يتعاطى بوُثوقيَّة مطلقة وهو مخطئ خطأ بيِّنا في أحداث التَّاريخ قطعيَّة الثُّبوت والدَّلالة، فماذا يكون تعاطيه مع أحداث ومعطيات الحاضر بالغة التَّعقيد صعبة الإثبات متعدِّدة الدَّلائل؟؟؟ وما هي المصادر الخفيَّة الَّتي تمدُّ رئيس الجمهوريَّة بالصُّور والتَّقارير والنَّصائح الخطأ عن الماضي وعن الحاضر وعن المستقبل؟؟؟