أثار تسريب صور العشاء الَّذي أقامه سفير تونس ببيروت الكثير من الانتقادات الَّتي كشفت فضائح دولة وإخلالات بالجُملة…
1ـ الفشل التَّواصُلي:
نشر الفنَّان المصري صورة العشاء على حساباته على إنستغرام وفايسبوك بالصِّيغة الَّتي اختراها ليتغنَّى بالفرح والمرح في "ليالي بيروت" وكأنَّ "مقرَّ إقامة سفير الجمهوريَّة التُّونسيَّة" جزء من سهرات بيروت اللَّيليَّة.. في حين لم ينشر السَّفير بوراوي ليمام أيَّ خبر وخسر معركة الإعلام والتَّواصل، وبالأخص في فترة حسَّاسة يُعاني منها الشَّعبان التُّونسي واللُّبناني آثار الأزمة، وشُحَّ الموارد ،وشبح الإفلاس والجوع…
خاصَّة وأنَّ السَّفير شغل سابقا منصب المدير العام لإدارة الإعلام والاتِّصال في وزارة الخارجيَّة، وأوغل على رأسها في التَّعدِّي على سُمعة السِّلك واتِّهام زميله وكبير سفراء البلاد السَّفير منصف البعتي السَّفير الأسبق لدى المنتظم الأممي بنيويورك بقلَّة الكفاءة بعد 35 سنة من الخدمة والتَّفاني في السِّلك في مواقع متقدِّمة على رأس بعدد من بعثاتنا الدِّيبلوماسيَّة بالخارج وإداراتنا المركزيَّة بالعاصمة، قبل إقالته المُهينة وفي ظروف مسترابة من طرف مديرة الدِّيوان الرِّئاسي المستقالة ومستشارتها الإعلاميَّة المستقالة بدورها والوزير المباشر وزير التَّدابير للخارجيَّة…
2ـشبح التَّطبيع والخروج عن ثوابت الدِّيبلوماسيَّة واستفزاز الضَّمير الوطني ومناقضة خطابات رئيس الجمهوريَّة:
العشاء وأخذ صور مع فنَّان مصري تتَّهمه الأوساط المصريَّة نفسها بالتَّطبيع الفنِّي مع الدَّولة القائمة بالاحتلال، سلوك يصدم الضَّمير الشَّعبي العربي والوطني التُّونسي، تصرُّف يتناقض تماما مع شعارات وخطابات رئيس الجمهوريَّة المُجرِّمة للتَّطبيع، وهي سياسيًّا بمثابة التَّعليمات بالنِّسبة للسِّلك الدِّيبلوماسي المُنضبط..
3ـالفساد المالي:
تُفيد الأنباء الواردة من بيروت أنَّ السَّفير المُدلَّل بوراوي ليمام يُقيم أكثر من "وليمة" كلَّ أسبوع من المال العام ودون أيِّ مبرِّر، بل ويرغب في الاستزادة، رغم صرامة المستشارة العسكريَّة الجديدة للرَّقابة الماليَّة والإداريَّة بديوان رئيس الجمهوريَّة المسؤول الأوَّل عن السِّياسية الخارجيَّة للدَّولة، وفي زمن قحط مالي وشح في موارد الدَّولة.. فهل يستطيع السَّفير المُدلَّل أن يشرح لأجهزة الرَّقابة والتَّفقُّد ماذا استفادت تونس من هذا العشاء والصُّور مع أحد أبرز المُطبِّعين المصريِّين من ذوي الذَّوق الفنِّي المتواضع إن لم نقل الوضيع بل "القُعْر"، بخلاف "حاجة في نفس المُطبِّع رَمضان قضاها" في "ليالي بيروت" وباستثناء غرور السفير؟؟؟
4ـ الخطأ البروتوكولي:
استقبال السَّفير لجمع من الضُّيوف في مقر إقامة السَّفير في عشاء فاخر وفي غياب زوجته خطأ ديبلوماسي مدعاة للتَّأويلات والتَّساؤلات وانطلاق الألسن بما يسيء لسمعة تونس..
-5ـشُبهة الفساد وخرق قوانين الدَّولة في تعيين القرين وقرينه سفيريْن في نفس الوقت وفي بلدين مختلفين:
السَّفير بوراوي ليمام هو السَّفير الوحيد الَّذي خرق من أجله الوزير المباشر وزير التَّدابير نواميس وقوانين البلاد بالحصول من رئيس الجمهوريَّة على تعيينه سفيرا ببيروت وتعيين حرمه المصون في نفس الوقت سعادة السَّفيرة يُسرى سويدان حرم ليمام سفيرة في براغ بتشيكيا.. في حين تمنع قوانين الدَّولة والمناشير الوزاريَّة ذات الصِّلة تعيين القرين وقرينه في منصبين في نفس الوقت.. بل وتُلزم لوائح وزارة الشُّؤون الخارجيَّة القرين الدِّيبلوماسي باصطحاب قرينه، ديبلوماسيًّا كان أم لا، وتتكفَّل بمصاريفه ومصاريف القرين ومصاريف الأبناء وتذاكر السَّفر من وإلى تونس، مقابل حُسن تمثيل الدَّولة والدِّفاع عن مصالحهما وخدمة مواطنيها..
6ـأخطاء التَّعيين:
كان تعيين القرين وقرينه سفيرين في نفس الوقت خطأ جسيما وخرقا فادحا للقانون وفسادا بواحا لا لُبس فيه.. والحقُّ يقال، فقد اعترض المستشار السِّياسي الأسبق لرئيس الجمهوريَّة سعادة السَّفير عبد الرَّؤوف بالطّْبيِّيب عن تعيين القرينيْن في نفس الوقت وطلب منهما الاختيار، إلَّا أنَّ وزير التَّدابير المباشر اليوم ارتأى خرق القانون بالتَّنسيق مع مديرة الدِّيوان المستقالة ومستشارتها المستقالة للإعلام لمكافئة السَّفير ليمام على خدمات البروباغاندا أيَّام قرَّرت الغرف الخفيَّة الخلفيَّة المظلمة التَّخلًّص من زميله السَّفير البَعتي..
والحقُّ يقال أيضا أنَّ السَّفيرة يُسرى سويدان حرم ليمام المستشارة السَّابقة لدى الرَّئيس الرَّاحل الباجي قائد السِّبسي هي من خيرة الدِّيبلماسيًّات وأنَّ لها من الكفاءة والخبرة الَّتي اكتسبتها في ديوان عَلَم من أعلام الدِّيبلوماسيَّة الرَّئيس الرَّاحل قائد السِّبسي ما يُبوِّأُها للتَّعيين لتمثيل تونس، ولكن ليس بخرق قوانين البلاد وتعيينها في نفس الوقت مع زوجها سفراء في عاصمتين في خرق صارخ للقانون وللأعراف وللنَّواميس..
7ـالتَّأثر السَّلبي على معنويَّات أبناء وبنات السِّلك:
بينما يتمتَّع القرين السَّفير بوراوي ليمام وقرينته السَّفيرة يُسرى سويدان حرم ليمام بامتيزات سفير في كل من بيروت وبراغ، يقف أبناء الشَّعب من أبناء وبنات السِّلك بالعشرات في طوابير الانتظار وعائلة واحدة تسيطر على سفارتيْن ونصف البعثات شاغرة.. وهو عيْن الفساد الَّذي يُرسي ثقافة الزَّبونيَّة والمحسوبيَّة الفاسدة وخرق قوانين البلاد ويُفسد المعنويَّات والطِّباع ويقتل المبادرة والمثابرة، وينخر الحس الوطني لدى موظفي الدَّولة من أبناء السِّلك الدِّيبلوماسي العتيد..
8ـغياب المتابعة والمحاسبة:
كشف تسريب صور هذا العشاء عن أخطاء بالجُملة وإخلالات بالجُملة غياب المتابعة وغياب المحاسبة وغياب الإصلاح وغياب حُسن التَّصرُّف في الموارد البشريَّة والماليَّة لوزارة سيادة في حجم ومسؤوليَّات وزارة الخارجيَّة، بمسؤوليَّة مباشرة لوزير التَّدابير المباشر وفي صمت مطبق غير صحِّي لرئيس ورئاسة الجمهوريَّة المسؤول الأوَّل عن السِّياسة الخارجية للدَّولة وعن المصالح العُليا للبلاد وسمعتها في الخارج.. فهل من مُدَّكر؟؟؟