فشل ذريع في إثبات المشروعيَّة الشَّعبيَّة بالأعداد الضَّئيلة الَّتي لبَّت نداء "لجان التَّنسيقيَّات" و"الهياكل التَّفسيريَّة المُؤقَّتة" رغم الحافلات والقُمصان واللَّافتات والرَّايات الوطنيَّة والأجنبيَّة مدفوعة الأجر مسبقا والحملات الدِّعائيّة في العالمين المادِّي والافتراضي من الدَّاخل والخارج، ورغم الامتيازات والتّسهيلات الَّتي منحها والي التَّدابير المُكنِّي نفسه ستالين شخصيًّا..
وفشل ذريع في امتحان الشَّرعيَّة القانونيَّة لوزير التَّدابير للدَّاخليَّة في الالتزام بالحياد عبر مجاراة الوالي المُكنِّي نفسه ستالين والسَّماح لأنصار التَّدابير الاستثنائيَّة دون غيرهم من سائر المواطنين بالتَّظاهر في شارع الزَّعيم الحبيب بورقيبة، ونزول وزير التَّدابير شخصيًّا لدعم الحشد الشَّعبوي مؤشِّر خطير على فقدان وزير وحكومة وسلطات التَّدابير الحياد المُناط بها..
وفشل أخلاقي كبير لأنصار التَّدابير الاستثنائيَّة بالنَّهي عن أمور وإتيان أبشع منها، بالتَّجمهر أمام المسرح البلدي الَّذي انتقد سابقا رئيس الجمهوريَّة رئيس الدَّولة دستوريًّا ورئيس سلطات التَّدابير الاستثنائيَّة "أمروريًّا 117 شيًّا" وتسخير الحافلات ومقدرات الدَّولة والتَّحريض على التَّقاتل وعلى الفتنة وعلى الفوضى وعلى خرق دستور وقوانين البلاد..
على رئيس الجمهوريَّة الاتِّعاظ من فشل امتحان المسرح البلدي بتونس "التقاط هاته اللَّحظة التَّاريخيَّة" يوم 8 ماي الأغر، اليوم الّذي سقط فيه شهدائنا البررة للدِّفاع عن الحُرِّيَّة في سطيف وقالمة والمسيلة وخرَّاطة وسوق أهراس في وجه جرائم الاستعمار الفرنسي الغاشم، والَّذي سقطت فيه دمائنا التُّونسيَّة الطَّاهرة الزَّكيَّة في كل بقاع الدُّنيا في الحرب الكونيَّة الثَّانية دفاعا عن الحُرِيَّة في أوروبا وفي العالم، والَّذي سقط فيه الشَّهيد نبيل بركاتي شهيد الحق في التَّنظُّم السِّياسي والشَّهيدين أحمد العُمري وعدنان سعيِّد شهيدي الحركة الطُّلُّابيَّة والحقوق والحُرِّيَّات الدُّستوريَّة في المركَّب الجامعي بتونس غير بعيد من مدرج كلِّيَّة الحقوق الَّذي كان يدرِّس فيه الأستاذ قيس سعيِّد قبل الرِّئاسة، وأن يؤوب إلى الرُّشد الدُّستوري بالعودة للفضيلة الدُّستوريَّة واستئناف االسَّير العادي لدواليب الدَّولة..
أو إذا ما تعذَّر عليه كبريائه المتضخِّم بالتَّقديرات والرِّوايات "الزَّقَّفونيَّة" الخاطئة والحيل "الجَحْجَلُولِيَّة" القصيرة، أن يعيد الأمانة إلى الشَّعب صاحب السِّيادة، في انتخابات تشريعيَّة ورئاسيَّة سابقة لأوانها في أقرب الأجال الدُّستوريَّة، ريثما تلتئم جراح الشَّرعيَّة والمشروعيَّة لإصلاح مؤسَّسات الدَّولة في كنف الشَّرعيَّة الدُّستوريَّة، والقانونيَّة، والمشروعيَّة الشَّعبيَّة ،والأخلاقيَّة..
ما عدى ذلك، وتعميق للأزمة الخانقة، وهرولة في "السَّير للورى زقَّفونة"، وهروب جنوني إلى الحيل "الجَحْجَلُول"، وسقوط مدوٍّ إلى سحيق الهاوية..
حفظ الله تونس،