ليلة ونهار على عَمَّار، وهو في سفر (؟؟؟)

ليلة ونهار على عَمَّار، وهو في سفر (؟؟؟) وهو آخر من يعلم بقرار يهمُّ وزارته (؟؟؟) وفي علاقة بمنصبه السَّابق ومجال "خبرته" كسفير سابق لدى الاتِّحاد الأووربِّي(؟؟؟).. بداية النِّهاية بإهانة وزير التَّدابير الاستثنائيَّة للخارجيَّة عمَّار ببلاغ مقتضب منتصف اللّيل لتكملة فيديو الدَّردشة لرِّئاسيَّة أمام مجلس الأمن القومي وفي غياب وزير التَّدابير وتكليف وزراة الخارجيَّة (الوزارة وليس الوزير؟؟؟) بإبلاغ الطَّرف الأوروبي بقرار منتصف اللَّيل لرئيس الجمهوريَّة تأجيل زيارة وفد المُفوَّضيَّة الأوروبِّيَّة إلى أجل لاحق "غير مسمَّى وغير محدَّد بعد"..

بقطع النَّظر عن وجاهة القرار وكيفيَّة اتِخاذه تحت سلطان الغضب الرِّئاسي وعن إخراجه كتكلمة كتابيَّة تذيليَّة للدَّردشة الشَّفويَّة المفسبكة والمتلفزة لرئيس الجمهوريَّة أمام اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي أشهر فيه رئيس الدَّولة قصاصة صحفيَّة لصحيفة صفراء من العشريَّة السَّابقة من سنة 2012 عنونت "الأستاذ سعيِّد يسحب البساط من الرُّؤساء الثَّلاث" (؟؟؟)، فإنَّ عدم حضور وزير التَّدابير والاكتفاء بكاتب الدَّولة اللتَّدابير وحشره بين كبار الضُّبَّاط وإظهاره في وضع مُهين لا يتكلَّم ولا يشرح ويكتفي بطأطأة رأسه، كلُّها عناصر إهانة لوزير التَّدابير شخصيًّا واستخفاف برأي الوزارة الَّتي رتَّبت زيارات ضيوف تونس ومنهم المفوَّضيَّة الأوروبِّيَّة..

وهي إهانة تُذكِّر بإهانة الوزير عُثمان وزير التَّدابير الاستثنائيَّة المُقال والمُهان والممنوع حتَى من حضور موكب التَّسليم والتّسلُّم عندما أصدرت رئاسة الجمهوريَّة بلاغا مقتضبا يقضي بتكليف وزارة وليس وزير الخارجيَّة بالتَّثبُّت في جوازات السَّفر الدِّيبلوماسيَّة بعد فضيحة سفر ابن صديقه وزير التَّدابير الاستثنائيَّة المُقال والمُهان أيضا للدَّاخليَّة..

على مستوى التَّوقيت، تزامن البلاغ الرِّئاسي مع نشر الطَّرف الكُوري الشَّمالي لنبأ تلقِّي الدّكتاتور الكوري الشَّمالي كيم جونغ أون ابن الدِّكتاتور كيم جيم إيل وحفيد الدِّكتاتور كيم إيل سونغ لبرقيَّة تهنئة من الرَّئيس قيس سعيِّد (؟؟؟) بمناسبة العيد الوطني لقيام دكتاتوريَّة بلاده، وبإيفاد وزير التَّدابير الاستثنائيَّة للخارجيَّة المُهَان لموسكو مرفوقا بمديرة ديوان الحُبوب للتَّفاوض مع ديوان الحبوب الرُّوسي على مُقابل استجداء القمح الرُّوسي..

ويأتي البلاغ الرِّئاسي التَّذييلي المفاجئ لمنتصف اللَّيل بعد نشر وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالميَّة لنتائج زيارة عضوة مجلس الشُّيوخ الإيطالي السِّيِّدة كراكسي لواشنطن ولإقرارها بصعوبة تغيير الموقف الأمريكي من تعطيل قرض صندوق النَّقد الدُّولي المُعلَّق مع تونس بسبب ملف حقوق الإنسان وإقرارها بصعوبة موقف "الرَّاعي/الوصيِّ الإيطالي الميولوني" في مواصلة موقفه الدَّاعم لاتِّفاق أوروبي منفرد مع قرطاج لحراسة حدود روما والقلعة الأوروبِّيَّة مقابل بعض العتاد العسكري وبعض الفُتات المالي لشراء القمح والتَّفويت في السِّيادة الوطنيَّة التُّونسيَّة لتمكين الجيوش الإيطاليَّة والأوربية من القيام بعمليَّات قرصنة متقدِّمة في المياه الإقليميَّة التُّونسيَّة لمنع قوارب الهجرة، وبعد أيَّام من رفض زيارة وفد من أعضاء البرلمان الأوروبي لتونس واعتبارهم غير مرغوب فيهم من طرف رئيس الجمهوريَّة شخصيًّا..

أمَّا على مستوى المضمون، فإنَّ البلاغ الرِّئاسي هو بمثابة اعتبار زيارة الوفد الأوروبي غير مرغوب فيها وانغماس في العزلة السِّياسيَّة على الشَّاكلة الكوريَّة الشَّماليَّة للدِّكتاتور الشُّيوعي كيم جيم إيل، وسيزيد من مصاعب سلطات وحكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة وعزلتها الدُّوليَّة وتعقيد علاقات وشراكات تونس مع شركائها الرَّئيسيِّين في الدِّيمقراطيَّات الغربيَّة وسيزيد في تعقيد المباحثات مع صندوق النَّقد الدُّولي.