إقالة وزير وليس إقالة الوزارة؟؟؟ شهر ونصف وحكومة للرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة بدون وزير مكلَّف بالشُّؤون الدِّينيَّة، لا بالأصالة ولا بالإنابة، بعد إقالة الوزير الشَّائبي من طرف رئيس الجمهوريَّة المنتهية ولايته بتاريخ 21 جوان المُنصرم.. وما تلاه من تفويض صلاحيَّات الإمضاء من رئيس حكومة الرَّئيس للتَّدابير لرئيس ديوان الوزير المُقال، بما يعني إلحاق الوزارة هيكليًّا برئاسة حكومة الرَّئيس للتَّدابير بالقصبة، في تكرار لما حصل مع وزارة التَّشغيل سابقا.. وذلك على إثر شوائب إدارة موسم الحج ونشر مئات صور الوزير يوميَّا بينما تتالت أنباء وفيات العشرات من حجَّاجنا الميامين حجُّاج بيت الله الحرام..
وإن كانت الإقالة قرارا سياسيًّا من مشمولات صاحبها، فإنَّها لا يمكن أن تتحوَّل لإقالة وشلل للوزارة وللمرافق العموميَّة الرَّاجعة بالنَّظر إليها.. والسَّهو عن تعيين وزير بدل الوزير المُقال سلوك غير سليم..
ومن علامات الفساد السِّياسي ترك الوزارات والإدارات بدون تعيين مسؤول على رأسها، ليرتع الفساد وتعُمَّ الفوضى وتسود اللَّامُبالاة ويغيب الشُّعور بالمسؤوليَّة..
فَتَرْكُ وزارة بدون وزير علامة عجز عن ممارسة الحُكم وفشل في "الحَوْكَمَة" الَّتي هي "حُسْن التَّولِّي"، باستعارة مصطلح العلَّامة التُّونسي عبد الرَّحمان ابن خلدون مؤسِّس علم العُمران البشري..