آلان وقد تمَّت دعوة النَّاخبين للاقتراع العام لانتخاب رئيس جديد للجمهوريَّة يوم الأحد 6 أكتوبر 2024، وجب على هيئة الانتخابات وعلى وسائل الإعلام السَّمعي والبصري والمقروء والرَّقمي وعلى كامل سلطات الدَّولة التَّعامل مع رئيس الجمهوريَّة المُباشر المنتهية ولايته كمُرشَّح مُحتمل لخلافة نفسه لولاية ثانية وأخيرة ونهائيَّة، ومعاملته كمترشَّح على قَدَم المساواة مع باقي المترشِّحين..
والمنطق الدِّيمقراطي يفترض احتساب كلِّ أنشطته الرِّئاسيَّة جزءا من حملته الانتخابيَّة واقتطاع تغطية النَّشاط الرِّئاسي كجزء من الوقت الانتخابي للمترشِّح كغيره من المترشِّحين، واحتساب كلفة أنشطته وتنقُّلاته كأنشطة انتخابيَّة، ما عدا تلك الضَّروريَّة لتأمين السَّير العادي لدواليب الدَّولة وتصريف شؤونها العاجلة ممَّا اختصَّ به من وظائف..
فتدشين محطَّة تحلية مياه البحر بالزَّارات والإيهام بالشُّرب من "ماء البحر الانتخابي" ورفع "الرَّاية الانتخابيَّة البيضاء" فوق مِأْذنة الجامع الحفصي بالقَصَبة لا تدخل ضمن تسيير دواليب الدَّولة وتصريف أعمالها.. بل هي حملة انتخابيَّة "باتت معلومة" غاياتها و"لا تخفى على أحد"، وجب اقتطاع مصاريفها وكلفتها ودعوة المترشح لخلاصها من حُرِّ ماله واحتساب مساحات وساعات تغطيتها الإعلاميَّة ضمن الحصَّة الزمنية المخصَّصة للمترشِّح..
وعلى مؤسَّسات الدَّولة وسلطاتها الثَّلاث التَّشريعيَّة والتَّنفيذيَّة والقضائيَّة وأجهزتها الرَّقابيَّة والماليَّة والإداريَّة الامتناع عن تقديم "هدايا انتخابيَّة" لترجيح كفَّة هذا المُرشَّح أو ذاك، بما في ذلك رئيس الجمهوريَّة المباشر المنتهية ولايته والرَّاغب رغبة جامحة جانحة لخلافة نفسه..
وعلى هيئة الانتخابات تذكير سيادته المنتهية ولايته بمنع استعمال المال العام والمرفق العام لتمويل حملته الانتخابيَّة بطرق ملتوية غير قانونيَّة، وبأنَّ الإمعان في استعمال المال والمرفق العام لتأثيث وتمويل وإدارة وتسيير حملة انتخابيَّة هو شكل من أشكال الفساد السِّياسي، ويقع تحت طائلة القانون، وتشجبه الأخلاق السِّياسيَّة الدِّيمقراطيَّة..
النَّزاهة والشَّفافيَّة موش كلام، بل إجراءات وممارسات..
قوموا لانتخاباتكم يرحمكم الله..