الرئيس قيس سعيد يقرر الغياب غير المبرر عن الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت اليوم بنيويورك بمشاركة قرابة أربعة أخماس قادة العالم 150 رئيس دولة وحكومة.. ويقرر الإنزواء الغيابي إلى جانب الرئيس الروسي بوتين والامين العام للحزب الشيوعي الصيني شيجينبين والرئيس الكوري الشمالي كيم جيم أونغ.. ويحرم نفسه وتونس من مقابلة نظرائه للدفاع عن المصالح العليا لتونس وفتح آفاق للاقتصاد التونسي والتباحث معهم والمشاركة معهم في تقاسم هموم العالم وفي إيجاد حلول لتونس وللكوكب وللإنسانية جمعاء..
قرر الرئيس سعيد الغياب وتغييب رئيسة حكومة الرئيس للتدابير الاستثنائية والاكتفاء بأقل مستوى بروتوكولي ممكن في شخص وزير التدابير الاستثنائية للشؤون الخارجية، في حين أن أولى وظائف رئيس الجمهورية تتمثل في رسم وقيادة السياسة الخارجية للدولة وتمثيلها في الخارج..
وخصص الأمين العام للأمم المتحدة كلمته في افتتاح الدورة لقضايا الساعة، وأساسا لمساعي إيقاف طبول الحرب الروسية ضد أكرانيا والحد من آثارها الكارثية على السلم والامن الدوليين وعلى سلاسل إمدادات الغذاء والتزود بالطاقة، ومعالجة آثار جائحة كورونا كوفيد-19 ومواصلة التوقي والتعافي منها، وسبل مجابهة تسارع نسق الكوارث الطبيعية..
وتنبأ الامين العام غوتارش بشتاء ساخن اجتماعياً وبتصاعد التململ والغضب الشعبي بسبب هاته الأزمات المتداخلة..
فيما يخصص أول حوار رفيع المستوى بين رؤساء الدول والحكومات لموضوع "فجوة بين الشمال والجنوب"، يشارك فيه الرئيس الفرنسي ماكرون.. حيث يحرص على تزعم صوت إفريقيا والجنوب الكبير في المحافل الدولية، وكأننا تحت الحماية والوصاية الفرنسية لا أصوات لنا.. بل وشجعه غيابنا غير المبرر للتحدث باسمنا من وجهة نظره ومصالحه الفرنسية!!!
فهل أحسن أو أساء الرئيس سعيد تبجيل الانغماس في اهتماماته الداخلية غير الدستورية على حساب وظائفه الدستورية السامية في تمثيله الدولة ومسؤولياته الخارجية؟؟؟ وهل أحسن أو أساء تقدير كلفة الغياب؟؟؟