أجرت تونس مؤخَّرا سلسلة من اللِّقاءات مع خبراء من وكالة التصنيف الدولية "فيتش"، بطريقة التَّناظُر عن بعد، شارك فيها عدد من المسؤولين الحكوميِّين والبنك المركزي التُّونسي والمنظَّمات الوطنيَّة.. وحسب وسائل الإعلام، "عبَّر الجانب التُّونسي صراحة عن تخوُّفه من إمكانية ان تزيد وكالة فيتش من الحط من التَّرقيم السِّيادي لتونس الى مستوى "سي" (C) القريب من اعلان حالة الإفلاس."..
وكان رئيس الجمهوريَّة انتقدَ سابقا، بل "تَمَقْعَرَ" على وكالات التَّرقيم معتبرا إيَّاها "أمُّك صنَّافة، بآنا (بأيّ) حقّ تصنِّف فيَّا "سي" وإلَّا حتَّى "دي" (غير الموجودة).. آش (ماذا) يهمّنا فيهم، يصنّفوا وإلَّا ما يصنّفوش"..
فلماذا لا تعتمد حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة نفس موقف رئيس الجمهوريَّة و"تتمقعر" طولا وعرضا على "أمُّك صنَّافة"، ولا تُعبِّر لها بالتَّالي عن أيَّة مخاوف من تخفيض التَّرقيم إلى "سي" وإلَّا حتَّى "دي" الغير موجودة، وتقذفهم إن لزم الأمر بوابل من صواريخ "طُزّ" القذَّافيَّة "المُقَعْمِزَة" على منصَّاتها الكلاميَّة؟؟؟
والأفضل من كل ذلك، لماذا لا تقوم حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة بإقناع رئيس الجمهوريَّة بوجاهة المباحثات مع وكالات التَّصنيف الدُّوليَّة وتطالبه، "بكل لُطف واستحباب"، بالإبتعاد عن تأثيرات الغرف المظلمة الَّتي تسلَّل عبرها الفوضويُّون إلى محيطه.. فقد شوَّشت وشوَّشوا ذهنه.. والإقلاع عن حيل الشَّعبويَّة والخطابات السُّوقيَّة، المسيءة للدَّولة ولرئيس الدَّولة وللشَّعب التُّونسي الكريم، الَّذي لا يريد أن تغرق البلاد في هلوسات "طُزّ" وأخواتها وعواقبها الوخيمة..