في غياب وزير التَّدابير الاستثنائيَّة للفلاحة أمير اللِّواء عسكري طيَّار بالعاتي المسؤول عن قطاع المياه. وبعد زيارته لنفس الأماكن منذ أيام، قامت "حملة" الرَّئيس المنتهية ولايته الأستاذ قيس سعيِّد على "المياه الانتخابيَّة" هاته المرَّة.. وزار أربعة ولايات صبرة واحدة في ليلة واحدة، للتَّهديد والوعيد والتَّنديد ب"غياب السُّلطة" الَّتي يرأسها، واتِّهامه من جديد غرف المؤامرات الانتخابيَّة داخل الدَّولة بخلق المشاكل ونسبة العجز لشخصه كرئيس مباشر للدَّولة لما تبقَّى من العُهدة الخماسيَّة..
وفي رسالة خطيرة توحي بأن الدولة منقسمة بين الرئيس المنتهية ولايته وبين وزيره للتدابير الاستثنائية للفلاحة والصيد البحري والمواد المائية في حكومته للتدابير الاستثنائية منتهية الصلاحية.. وفي تجليات معركة طواحين هواء جديدة بين رئيس الجمهورية المنتهية ولايته مع "حزب الإدارة" التي أشرنا إليها سابقا، بعد أن استنفذ كل المعارك واستعدى الجميع، رافضا لأي شراكة سياسية حتى مع الدولة، باحثا عن أتباع فقط ليغويهم ويغووه بخطاب المؤامرة الذي يسمن لا يغني لا من جوع ولا يروي من ظمأ.
ونسي حتَّى واجب الصَّمت والإنصات في حضرة آذان الصُّبح.. وواصل الصُّراخ في وجه أعوان الدَّولة.. وكأن لا شيء يعلو فوق صوت المؤامرة و"الحملة" الانتخابيَّة الدَّائمة بتوظيف المال العام وتجيير مقدرات الدَّولة وامتيازات الوظيف..
30 دقيقة من "المَنتَجَة" والتوظيف على صفحة رئاسة الجمهوريَّة وعلى وسائل الإعلام العمومي والخاص، والمخصَّص كُلُّه لتغطية "الحملة" المتواصلة للرَّئيس المنتهية ولايته دون سواه من المترشِّحين، في صمت مطبق للهيئة الانتخابيَّة... وإغراق في التَّفاسير الشَّعبويَّة، وكأنَّه لا يوجد شحٌّ ولا فقر مائي يتهدَّد البلاد والعباد، كما يجمع كافة الخبراء وطنيًّا وإقليميًّا ودوليًّا..
وإغراق في الماضي، ورغبة دفينة في الحنين لأربعينات القرن الماضي الاستعماريَّة.. وكأنَّ حاجيَّات تونس اليوم هي حاجيَّات الأربعينات من القرن الماضي والشَّعب التُّونسي يرزح تحت نير الاستعمار الفرنسي الغاشم ويعيش تحت خط الفقر المائي والغذائي والصِّحِّي والمادِّي والمعنوي..
يُخطأ رئيس الجمهوريَّة المنتهية ولايته ويُخطئ من يحمله طوعا باتِّجاه "الحلقوم" المائي..
حفظ الله تونس من كلِّ مكروه..